Friday, December 25, 2009

دليل الصحفي


عصرنا الحالي يحتوي على عدد من المجالات ليست من المهن التي تخرجها لنا كما يسمونها " كليات القمة " أصبحت تستهوي كثير من الشباب و إن كانت لا تسبب ربح مادي مقارنة بأخواتها . كالسياسة و الاقتصاد ، و الإعلام و الصحافة ، و كل ما له علاقة بالسينما من إخراج و تصوير ، و كل ما له علاقة بمجال الجرافيك . و هو أمر رائع حتى لا يستمر العرف السائد بأن الكليات المحترمة هي كليات القمة . و الرائع أنها كلها مجالات مفتوحة لمن يحبها و هي مربط الفرس .

المهم وقع تحت إيدي كتاب الكتروني (.PDF) واحد كان عامل له share ع الــ Facebook اسمه " دليل الصحفي " . موسوعة مختصرة لمجالات العمل الإعلامي . من أنواع الأخبار و طريقة كتابتها بالإضافة إلى الإعداد للبرامج التليفزيونية و قواعد اللغة العربية و الأخطاء الشائعة و أخلاقيات المهنة و طرق إقامة مقابلة صحفية مع شخص ما و الكثير و الكثير من المعلومات الهامة سواء للهاوي أو الدارس المبتديء . الكتاب من إنتاج الفنان حجاج صاحب الكاريكاتير الساخر و صاحب شخصية أبو محجوب الكاريكاتورية .

و الآن أترككم مع الملف و هو مرفوع على موقع Scribd الشهير للملفات النصية و يمكن تحمل الملف عن طريق الضغط على كلمة Download في أقصى يسار الصفحة و اختيار الامتداد .

التحميل : من هنا

Friday, December 11, 2009

Malcolm X - مالكوم إكس

خلقنا الله في هذا الكون لنعبده و ترك دلائل على وجوده سبحانه و تعالى حيث أن أي إنسان على وجه الكرة الأرضية خلق بفطرة سليمة يستطيع أن يهتدي بها و بدون مساعدة من أحد إلى إله الكون إن أراد و بحث بتجرّد . كثيرة هي قصص الباحثين عن الحقيقة . لا أخفيكم حقيقة كم أعشقها و أعتقد أن الوقت الذي قضاه أحدهم في البحث عن الحقيقة قبل هدايته لا يقل ثوابا عن ثواب الهداية نفسها . بداية بقصة سيدنا إبراهيم الخليل حينما عبد كوكبا ثم القمر ثم الشمس ثم توصل إلى السر الإلهي " الآيات " [الأعراف] و كسيدنا سلمان الفارسي في رحلة بحثه عن النبي الحق و بحثه عن العلامات الثلاث التي اختتمها سيدنا محمد بالكشف عن كتفه - صلى الله عليه و سلم - ليظهر له ختم النبوة . حينها سقط نور الهداية في قلبه . أحب تلك القصص لأني أؤمن بأن الشخصية القيادية لابد و أن تبحث عن الحقيقة قبل أن تسير فيها فتلك الشخصية القيادية شخصية عنيدة تأبى أن تسير في طريق قبل أن تتأكد منه لذلك حتى و إن ولد من أبوين يؤمنان بدين معين أو حتى يعتنقون فكرا معينا فإنه يأبي أن يسير فيه قبل أن بتأكد منه تأكد الموقن المطمئن . فتلك الشخصيات هي الراحلة التي قلما تجدها في تلك الإبل المائة . قصتنا اليوم مع الرجل الأسود ذو القلب الأبيض إنه مالكوم إكس - Malcolm X رجل ذو بشرة سوداء . أصر على تغيير لقبه إلى إكس - X و هو الرمز المجهول في الرياضيات أصله أفريقي كباقي الزنوج ولد في أمريكا و قصة حياته كلها في أمريكا . ولد من أب قسيس مسيحي في أحد القرى في أمريكا . كان والده رجل دين ينادي دائما بصفاء الجنس الأسود و يدعو بعودته إلى موطنه الأصلي و قارته الأم أفريقيا . كان مالكوم هو الابن السابع في الأسرة . ولد مالكوم في وقت كانت فيه العنصرية على أساس اللون على أشدها حيث إن الزنجي المرفّه كان يعمل حينها ملمع أحذية ! ولقد التحق بالمدرسة و هو في الخامسة من عمره ، وكانت تبعد عن مدينته ثمانية أميال ، وكان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة ؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود ، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه ، وكان الفتى الصغير عندما يعود من مدرسته يصرخ مطالباً بالطعام ، ويصرخ ليحصل على ما يريد ، ويقول في ذلك " لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد".

و عندما بلغ مالكوم السادسة من عمره قتل والده على يد جماعة عنصرية من ذوي البشرة البيضاء و قاموا بتهشيم رأس والده مما أثر في نفسيته و في نفسية والدته كثيرا . أصيبت أمه بعدها بمرض نفسي تبعا لتأثيرات الحياة عليها و دخلت المستشفى لمدة 26 عاما . حينها أصبح الأولاد السود ملك للدولة العنصرية البيضاء . حينها مارس مالكوم حياة التسكع و الضياع و طرد من المدرسة في سن الـ 16 و أودع سجن الأحداث . كان مالكوم شاباً يافعاً قوي البنية ، وكانت نظرات البيض المعجَبة بقوتهِ تشعرهُ بأنه ليس إنساناً بل حيواناً لا شعور لهُ ولا إدراك ، وكان بعض البيض يعاملونهُ معاملة حسنة ، غير أن ذلك لم يكن كافياً للقضاء على بذور الكراهية والعنصرية في نفس الشاب الصغير ؛ لذلك يقول " إن حسن المعاملة لا تعني شيئا ما دام الرجل الأبيض لن ينظر إليّ كما ينظر لنفسه ، وعندما تتوغل في أعماق نفسه تجد أنه ما زال مقتنعاً بأنه أفضل مني " .

انتقل مالكوم إلى نيويورك للعمل في السكة الحديد و كانت نيويورك بالنسبة له جنة ، تم القبض عليه و أودع سجن و حكم عليه بعشر سنوات و كانت قضبان السجن ذات ألم شديد على نفسيته فكان دائما ما يسبّ الحراس حتى يودعوه الحبس الانفرادي و لكن الحبس الانفرادي علمه الصبر و قوة التحمل و التخلي عن كثير من عاداته التي يمارسها ، صقلته الحياة كما صقلت الكثيرين . تأثر بأحد السجناء ويدعى "بيمبي" الذي كان يتكلم عن الدين والعدل فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم ، وكان بيمبي يقول للسجناء " إن من خارج السجن ليسوا بأفضل منهم ، وإن الفارق بينهم و بين من في الخارج أنهم لم يقعوا في يد العدالة بعد " ونصحه بيمبي أن يتعلم ، فتردد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللغة اللاتينية . نقل بعدها إلى سجن آخر و حينها راسله أخوه و أخبره أنه اهتدى إلى الدين الحق - يقصد بذلك الإسلام - و نصحه بألّا يدخن و ألا يأكل الخنزير و التزم مالكوم بنصيحة أخيه ثم علم بعدها أن أخوته جميعا اهتدوا إلى الإسلام و أخبروه بأنهم يريدونه أن يصبح مثلهم . ثم انتقل بعد ذلك إلى سجن آخر مخفف في عقوباته بقع في إحدى القرى النائية و حينها زاره أخوه و كان حينها قد انضم إلى جماعة تسمى " أمة الإسلام " بزعامة " إليجا محمد " والتي تنادي بأفكار عنصرية منها أن الإسلام دين للسود ، وأن الشيطان أبيض والملاك أسود ، وأن المسيحية هي دين للبيض ، وأن الزنجي تعلم من المسيحية أن يكره نفسه ؛ لأنه تعلم منها أن يكره كل ما هو أسود . اقتنع مالكوم بهذه الأفكار اقتناعا شديداً و عكف على القراءة المستمرة و انقطعت شهيته عن الطعام و حاول أن يصل إلى الحقيقة و رأى أنه على قدر زلته يجب ان تكون توبته فما أجمله من شعور .

راسل مالكوم حينها إليجا محمد و تأثر بأفكاره و راسل أيضا أصدقاؤه القدامى يدعوهم إلى الإسلام و تكلم كذلك مع صديقه القديم في السجن " بيمبي " . حينها قرأ كثيرا جدا ، حيث كان يعكف على الكتب لمدة 15 ساعة يوميا . قرأ في مختلف المجالات فقرأ قصة الحضارة وتاريخ العالم ، وما كتبه النمساوي مندل في علم الوراثة ، وتأثر بكلامه في أن أصل لون الإنسان كان أسود ، وقرأ عن معاناة السود و العبيد والهنود من الرجل الأبيض و تجارة الرقيق ، وخرج بآراء تتفق مع آراء إليجا محمد في أن البيض عاملوا غيرهم من الشعوب معاملة الشيطان . خرج مالكوم من السجن و هو ينوي توطيد علاقته بإليجا محمد و قد فعل و أصبح يدعو في كل الأماكن إلى أمة الإسلام حتى في المقاهي و أماكن اللهو و ممارسة الفواحش و اقتنع به الكثير حيث إنه كان مفوّها ذو لسان عذب و ذو حماسة صادقة و ظهر على التلفاز و على الراديو و أصبح المتحدث الرسمي باسم " أمة الإسلام " . أصبح نجما إعلاميا و كتبت عنه الصحف .

أدرك مالكوم أن الإسلام هو الذي سيعطيه الجناحات التي يحلق بها فسافر للحج في مكة المكرمة و لكنه حينما ذهب للحج كانت الصدمة التي لم ينسها . كانت نقطة التحول . حيث وجد أناس من بشرة بيضاء يحجون معه و هو مخالف تماما لما يؤمن به من أن الإسلام دين السود بل وجد أناس من أصحاب الأعين الزرقاء و الشعر الأشقر . حاول أن يدرك حقيقة الأمر و قابل حينها الملك فيصل - رحمه الله - الذي أخبره بأن الدين الذي يتبعه المسلمون في أمريكا ليس هو الدين الصحيح و شرح له تعاليم الإسلام الصحيح و أنه دين لجميع البشر و أن نواميس الكون تتوافق مع هذا الدين و أنه لا يخالف الفطرة بل هو فطرة الله التي فطر الناس عليها . قضى هناك أسبوعبن كانا بمثابة ما مر من عمره . فلقد توصل للحقيقة بعد أعوام من الضلال و اتباع دين زائف أو قل دين صحيح بفهم زائف . وتأثر مالكوم بمشهد الكعبة وأصوات التلبية و بساطة وإخاء المسلمين يقول في ذلك "في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس ، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام ؛ لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها " و رأي تساوي الناس في العبادة بعيدا عن سرطان العنصرية الفاتك . صاغ بعد عودته أفكارا جديدة تدعو إلى "الإسلام الصحيح" ، "الإسلام اللاعنصري"، وأخذ يدعو إليه ، ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون ، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود ، وأسس منظمة الاتحاد الأفريقي الأمريكي ، وهي أفكار تتعارض مع أفكار أمة الإسلام ؛ لذلك هاجموه وحاربوه وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد ، واتهموه بتحريض السود على العصيان ، فقال "عندما تكون عوامل الانفجار الاجتماعي موجودة لا تحتاج الجماهير لمن يحرضها ، وإن عبادة الإله الواحد ستقرب الناس من السلام الذي يتكلم الناس عنه ولا يفعلون شيئا لتحقيقه" .

تنامت الخلافات بين مالكوم وأمة الإسلام، وفي إحدى محاضراته يوم الأحد (18 شوال 1384 هــ الموافق 21 فبراير 1965مـ ) صعد مالكوم ليلقي محاضرته ، ونشبت مشاجرة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليهم ، وفي ذات الوقت أطلق ثلاثة أشخاص من الصف الأول 16 رصاصة على صدر هذا الرجل ، فتدفق منه الدم بغزارة ، وخرجت الروح من سجن الجسد و تم القبض على مرتكبي الحادث و لكن لم يثبت بأي دافع فعلوا ذلك فهنالك من يقول إنهم من أمة الإسلام و انتقموا منه لأنه ثار على مبادئهم و خالف دينهم و منهم من قال إنه حادث مرتب من تجار مخدرات و منهم من قال إنه مرتب من قبل الـ FBI أو الـ CIA
بالمناسبة : تم إنتاج فيلم سينيمائي عنه في عام 1992 من بطولة Denzel Washington

من أقواله :

- كن مسالماً ومهذباً أطع القانون و احترم الجميع وإذا ما قام أحدٌ بلمسك أرسله إلى المقبرة .
- لا أحد يمكن أن يعطيك الحرية ولا أحد يمكن أن يعطيك المساواة و العدل ، إذا كنت رجلاً فقم بتحقيق ذلك لنفسك .
- لا تستطيع فصل السلام عن الحرية ، فلا يمكن لأحد أن ينعم بالسلام مالم يكن حراً .

ختاما .. كم أريد أن أرى ذلك الرجل في الجنة ..

Sunday, November 15, 2009

تشجيع المنتخب بين التأييد و الرفض - تحليل للواقع



فتح التلفاز سمع عن اقتحام الأقصى ، آلمه الأمر من الداخل .. من الصميم . اتصل هاتفيا بأصدقائه اتفقوا على أن يلقي كلمة عن الأقصى في حشود الطلاب في جامعته الكبيرة نوعا ما . كانوا لا يحتاجون سوى مكبر الصوت . اتفقوا على كل شيء و أدخلوا مكبر الصوت سرّا إلى الجامعة . لأنهم يعلمون أن ما يفعلونه قد يفصلوا من أجله أما لو اتفقوا على إنشاء حفلة غنائية سيدخلوا بأكبر السماعات من البوابة الرئيسية . لا يهم فقد تبدلت الفطرة ، المهم أنهم أدخلوا كل ما يحتاجون ، بعد تمام الأمر لم يقتنع معظم الطلاب لكنه شعر بسعادة داخلية حيث أنه رأي ااتأثر على وجوه بعض الطلاب و لأأداء بعض ما عليه و أنه فعل السبب و النتيجة ليست بيدي . خرج هو و أصحابه من البوابة و معهم مكبر الصوت طبعا و هي المشكلة الوحيدة المتبقية لديه . كان يظن أن الأمر سيمر بسلام . سيخرج من البوابة سيسير في الشوارع الجانبية قليلا حتى يضلل من يمشي وراءه إذا كان هناك أحد أصلا .. خرج ركّز بصره على أحد الشوارع الجانبية ليمشي فيه حيث إن التركيز في هذا الوقت مهم جدا ، لا تتشتت و لا تختار من اختيارات متعددة . ركز على المكان المطلوب ثم امض مباشرة . عند خروجه من البوابة فإذا بالأمن قد أعد له مفاجأة عيد الميلاد . وجد عدد لا بأس به من المخبرين يركب موتوسيكلات صيني غير مرخصة . أيقن حينها أم الأمر سيكون مختلفا . دخل في الشارع الجانبي ثم بدأ في الركض بسرعة . كان دائما أصحابه يعيرونه بكرشه الكبير لكنه لم يكن يعبأ بذلك حيث انه حاول مرات و مرات أن يتخلص منه و لكنه لم يفلح . كان يردد دائما أن كرشي هذا جزء من شخصيتي سأتأقلم معه بقية حياتي . أيقظه من غفلته صوت زمارو الموتوسيكل خلفه . حاول أن يسرع و لكن كلما مر على ذهنه أنه يمشي على رجليه و الموتوسيكلات خلفه أيقن أنه لن يفلت . حاول أن يدخل في شوارع جانبية و لكن لا فائدة . بينما هو يمر في أحد الأزقة وجد شاب و فتاة قادعين على الرصيف بيتكلموا - أرجوك توقف هنا فلن أكمل القصة .. هنا الشاهد ، أرجوك انظر إلى التناقض ، مشاعر متضاربة ، هو يهرب من المخبرين لأنه تكلم عن الأقصى و هم جالسين بيبحوا بعض على الرصيف . كان يريد أن يمسك مكبر الصوت - الذي سبب له المتاعب و هو الآن على وشك أن يبات ليلة أو أكثر في الحجز - و يهشمه على رأسيهما ثم يقف مسلما نفسه . كان يقول في قرارة نفسه " الله يخرب بيوتكم أنتوا الاتنين ، أنتوا في ايه و أنا في ايه ! "
-
هذه هي الحياة . مليئة بالتناقضات . فرح و حزن .. سعادة و كآبة .. وفاة و ولادة .. سقوط و نجاح .. قبول و رفض .. سماح و منع
قد يكون عندك حالة وفاة في بيتك بينما جارك يحضر الزينة لحفل ابنته . بينما يُدخل عماد متعب الهدف الثاني لمصر و الذي أنقذها من الوقوع في فخ الانتظار لأربعة سنين قادمة لمحاولة الدخول لكأس العالم و بينما " هاج " الشعب المصري سواء في الاستاد أو أمام التلفاز أو في القهاوي . لا تستطيع أمّ في غزة كبح دموعها حيث إن بكاء أطفالها سبب لها صداع نصفي . عندما هاج الشعب سقط أحد المجاهدين في سجون الاحتلال إثر اهتزازاه الشديد بسبب إمرار شحنة لا بأس بها من التيار الكهربي في جسده الطاهر . عندما هاج الشعب صاحت امرأة في العراق وامعتصماه بعد أن دخل الجنود بيتها و شهموا رأس ابنها الرضيع . أرجوك لا تتألم إنها المتنقاقضات .
-
ذهبت مع أصدقائي لمشاهدة مباراة مصر و الجزائر في منزل أحد الأصدقاء . صراحة لم أكن مهتما بالمباراة . أخدت معي اللابتوب على أمل حل مسألة برمجة معقدة الحل بينما هم يشاهدون الماتش . طبعا بعد الاتهامات بإني " بترسم " بالجهاز و بدام جاي أتفرج على الماتش يبقى تقعد زيك زينا ، المهم و أنا رايح كان نفسي مصر تخسر - على فكرة أنا أعتقد إن ده مخالف للفطرة مش عارف ليه - عندما بدأت المباراة بدأت أحل المسألة و أكتب في الكود و أفكر و لا أخفيكم أصحابي كانوا متحمسين جدا فالعشرد قائق الأولى كانت على صفيح ساخن و أنا في حينها أتراشق الاتهامات بالبرود العصبي . المهم كان نفسي مصر تخسر لكن تلقائيا وجدت نفسي بشجع مصر . إنها الفطرة كما قلت لك . بعد انتهاء الشوط الأول انتهيت من الأمل في حل المسألة . وصلت فيها لمرحلة جيدة لكن لم أستطع أن أكمل .
أعطيت الجهاز لأحد أصدقائي و تفرغت للمباراة مع بداية الشوط الثاني تقريبا . كنت بشجع مصر طبيعي جدا و وفرحت عندما دخل الهدف الثاني حيث إنه بذلك أصبح أمام مصر أمل في دخول كأس العالم
2010 في جنوب أفريقيا . بداية هل من المعقول أن أتمنى خسارة مصر في المباراة لأنه كما نعلم جميعا أن المنتخب إذا دخل كأس العالم فلن يكون هناك شيء في بال المواطن و وجدانه إلا المنتخب و كأس العالم و الكورة ؟ و هل إذا تمنيت خسارة المنتخب أكون محسوبا على عديمي الوطنية ؟ أعتقد أنه من الفطرة كما قلت لكم تمني فو المنتخب .. فمن رأيي الشخصي أن الشعب يفرح أفضل من أن يحزن حتى لو في الكورة و أن نفوز أفضل من أن نخسر حتى لو في الكورة فقد نعتبره مجالا نتفوّق فيه و أتذكر كلمة الأستاذ عمرو خالد إن أمتنا مش متفوقة حتى في اللعب - يقصد بذلك الكورة - ، أضف إلى ذلك أن منتخب مصر به عدد لا بأس به من الملتزمين دينيا مثل أبو تريكة و أحمد فتحي بل إن منتخب مصر يُسَمى في الفيفا بمنتخب الساجدين فبسبب شهرة بعضهم مثل أبو تريكة فإنه بأي فعل يفعله فإنه يوصل رسالة للناس بسهولة مثلما فعل أيام حصار غزة عندما رفع الفانلة وكان مكتوب تحتها " تعاطفا مع غزة " و لكن المشكلة في أن الموضوع يأخذ أكبر من حجمه و يصبح هو الشغل الشاغل .
-
1. الشعب المصري خرج في مظاهرات بعد المباراة و وجوه الناس مليئة بالفرحة و السعادة فما زال هناك أمل في التأهّل لكأس العالم و لكن هل إذا دعونا هذا المصري لخروج مظاهرة أو وقوف وقفة سلمية في أحد الميادين في القاهرة نصرة للمسجد الأقصى و اعتراضا على ما يحدث في القدس من تهويد و حفريات هل سيخرج؟ .. بالطبع لا . هتقولي دي قضية خارجية و مش عارف ايه . طيب إذا افترضنا نفس الموضوع بس مش بالنسبة للأقصى . دعنا نقول بالنسبة للتوريث هل سيخرج مع إن معظم الشعب بيكره جمال مبارك أكثر من حسني مبارك فالرئيس الحالي كان رجل جيش . شارك في حرب أكتوبر . كان الذراع الأيمن للسادات . أما الوريث فهو بالنسبة لللشعب لا شيء . لا يوجد في ذاكرة المواطن المصري القوية مساحة لجمال مبارك فهو لا يحتل أي جزء حتى ولو ضئيل من ذاكرة المصريين لأن اهتماماته ليست اهتمامات الشعب و حتى لا يحاول أن يكون اهتماماته ذلك استنادا على تأييده لإلغاء الدعم . هل حينها سيخرج الناس اللي خرجت في المظاهرات ؟ سؤال مهم جدا بل أعتقد هو مربط الفرس . أنا الصراحة عندي تحليلين للموقف ده .
أولا : ضع عندك في الاعتبار أن تلك المظاهرات ليست مرتبة بل هي نية مبيتة عند كل شخص على حدة أو كل مجموعة أصدقاء على حدة . لماذا خرجوا في تكل المظاهرات و لم يخرجوا في غيرها . لأن الموضوع أهمهم من الداخل فهو يتمنى من كل قلبه أن يفوز المنتخب و لو على مصلحة وقته و مذاكرته و مشاغله . حتى لو اضطر أن يذهب إلى القاهرة من السابعة صباحا و يعود بعد منتصف الليل . حتى لو .. حتى لو .. إذن إذا نجح المواطن المصري في أن يقتنع بفكرة و تحتل جزءا من كيانه فهو على استعداد ان يضحي في سبيلها بأشياء كثيرة و أعتقد أن لذلك جند مصر هم خير أجناد الأرض .
ثانيا : أنه يعلم أن الأمر ليس فيه إيذاء للحكومة ، فالحكومة لن تعاقبه على فرحته بفوز المنتخب و لكنها ستعاقبه على حزنه من أجل الأقصى و هنا يظهر مشكلة خوف المصريين . أو قل خوفه من فعل شيء لا يمثل له أهمية أصلا . هذا تحليلي للموقف , ملاحظة : وجدوا في دراسة عالمية أن الشيئين الوحيدين اللذات يوحدان الشعب : الحرب و الكورة :D .

2. حضور جمال مبارك بدلا من الرئيس و هو ما أعتقد أنه أمر مقصود . حيث إن الفترة القادمة يحاولوا أن يزرعوا جمال بين الشعب . واحد من الناس . عادي خالص . من غير بدلة من غير كرافتة . فقط قميص و بنطلون و جاكت . و من يراه في حواره للشباب في أحد المؤتمرات تجده واقفل مشمرا كمي القميص . و تجده أيضا عند دخول الهدف الثاني واقفا يحتضن من حوله من رجال الحزب الوطني بدلا من أن يقف والده بالبدلة الرسمية مصفقا فقط محاولا رسم ابتسامة كئيبة على خديه المتدلدلين و طبعا لا يستطيع أن يحتضن أحد فربما لو فعلها لتفككت عظامه . إذن جمال مننا .. يهمه ما يهم الشعب و يغمه ما يغم الشعب . يحاولوا أن يخبروا الشعب بذلك لأنه بكل بساطة الرئيس القادم .

3. الأمر المحزن جدا هو تحول الأمر من مجرد كرة قدم إلى كره و حقد شديد بين البلدين . فالجزائريون الآن يكرهون المصريين و العكس صحيح . فنحن منعناهم من سرعة التأهل للمونديال بل ربما نمنعهم من التأهل أساسا . أحاول تخيل سيناريو لو كانت الجزائر فازت في القاهرة . أتوقع كان الجمهور الجزائري سيتم دفنه في الملعب . حدثت أيضا قبل المباراة مشاكل في الأتوبيس الذي ينقل لاعبي منتخب الجزائر . سواء كان الأمر صحيحا بأن المصريين هم من كسروا الزجاج أو أن الجزائريين هم من فعلوا ذلك من الداخل فالأمر يدل على وجود حقد دفين . ما حدث أيضا من اعتداء على مقر شركة مصر للطيران في الجزائر بعد المباراة . للأسف الموضوع أخذ منحنى آخر تماما . ظهر أيضا في بث المباراة أن أحد الجزائريات بعد المباراة و هي لا تزال في المدرجات أشارات بيدها إلى المصريين بحركة مش مضبوطة . بلد المليون شهيد و صاحبة انتصار أكتوبر . يكفي ردا عليهم قول الرسول : " بحسب امرأ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "

Sunday, November 8, 2009

متى سنرى الأقصى ؟

لم أستطع أن أخفي ابتسامتي حينما قام الأستاذ عمرو خالد في برنامجه الرائع " قصص القرآن - الجزء الثاني " و في حديثه عن قصة حياة سيدنا موسى و ذهابه لأحداث القصة الحقيقة .. لم أستطع ان أكتم فرحة قلبي حينما صعد على جبل في الأردن وقام بتصوير مسجد قبة الصخرة .. كان مشهد أكثر من رائع .. و لكن متى سنرى الأقصى رأي العين ..


-
مقال أكثر من رائع للدكتور راغب السرجاني هل يمكن أن يُهدم الأقصى ؟
-
حارب حارب يا فلسطيني لفك الحصار
صامد أنت يا فلسطيني لو مهما صار
فرحان لك و الله و بدعيلك أنا باستمرار
مستنياك الجنة و حلاوتها و عيشة الأحرار
من يوم ولادتك عايش حواليك النار
الناس يناموا و أنت صاحي لغدر الكفار
مسلم و العزة طبعك و بترفض الاستعمار
دينك ده حته منك و فلسطين بلد أحرار
الأقصى جواها ساكن و صلى فيه المرسلين
واجب علينا مفيش لكن .. لو أنا مسلم م المسلمين
الأقصى أمانة ف رقبتنا و المسلم للأمانة أمين
للأقصى سؤال ف آخرتنا و مين ساعتها هينفع مين؟
حارب حارب يا فلسطني لفك الحصار
صامد أنت يا فلسطيني لو مهما صار



Friday, October 30, 2009

رُدَّ إليَّ قلبي


حينما نؤمن جمعيا - إذا كنا مؤمنين حقا - بالقضاء و القدر أو بالقدر خيره و شره لابد و أن تؤمن بأن الله أعطاك في المجمل عشرة من عشرة . هذه ليست مقالة في العقيدة و ليست درسا في أصل الإيمان و لكنها كلمات حارقة سقطت على قلبي و شغلت عقلي فاحتوت كياني . بداية ما المقصود بأن الله قد أعطلك عشرة من عشرة ؟ يعني أن الله سبحانه و تعالى هو العدل فالله عادل " إن الله لا يظلم مثقال ذرة و إن تك حسنة يضاعفها " فالله سبحانه و تعالى في الدنيا أعطى كل إنسان من الإمكانات الفردية و القدرات الشخصية و المواهب و القدرات و الهوايات و النعم ، أعطى كل البشر نسبة متفاوتة و لنفرض أنها عشرة لأن الله بحكمته و علمه و قدرته المطلقة يستطيع أن يعدل في العطاء و المنع بين بني آدم و لو بلغ عددهم ما بلغ عبر العصور و الأزمان في سالف العصر و الأوان . و لكننا نحن بني الإنسان الذين لا نستطيع أن نعدل في معاملاتنا بين الناس لا نستطيع أن نتحكم في قلبونا تحكم مطلق لا نستطيع أن نضبط قلوبنا فنعطي من نحب أكثر مما لا نحب " و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل المبل " [النساء] . نعود للنفطة الأساسية نقول أن كلنا قد أخذ تلك العشرة و لكنها موزعة بين البشر توزيعا محتلفا فنجد من قد أخذ 6 في المال و 2 في الصحة و 2 في الأبناء بينما نجد آخرا قد أخذ 5 في قوة الشخصية و 4 في الذكاء و 1 في حب الناس له و نجد ثالثا قد أخذ 2 في نقاء القلب و 3 في مهارة كرة القدم و 4 في بركة الوقت و 1 في حفظ القرآن و هكذا و هكذا . أيا كان فهي تركيبة معقدة لا يدركها إلا الله .النقطة التي تحزنني هي هل من حقي أن أحزن إذا أخذت 4 في نقطة معينة كنت أريد أن آخد فيها أكثر من ذلك ؟ هل إذا طلبت خمسة أكون معترضا على قضاء الله ؟ هل هو امتعاض و اعتراض أم أنه ليس هذا و لا ذاك . هل تكون تلك النسب غير ثابتة في الحياة بمعنى أنني قد أحسن نفسي و أرفع من نسبتي في نقطة أخرى - و كله بقدر الله طبعا - . أنا و أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و من كلمة أنا أعتبر نفسي من المؤمنين بالتغيير زي ما أوباما بيقول change we can believe in فالتغيير سنة الحياة " و تلك الأيام نداولها بين الناس " قد يكون أعطاني ربي نسبة معينة كي أسعى لتغييرها للأفضل و أكون أحسن و يكون الأمر برمته اختبار و ابتلاء . سبحان الله
--
بين فقه الحياة و سفاهة بني آدم
المعظم يركز على الظاهر و ينسى الباطن و هذا دليل على جهلنا و حماقتنا نحن بني البشر . بداية إذا تحدثنا عن البشر جميعا فإنه بالنسبة الأكبر و هي المشركين . جميعهم و بلا استشناء إلا القليل النادر ماديّون جدا . فالحياة هناك مادية بحتة يعني الدولار و لا شيء سوى الدولار . أما إذا جئنا للمسلمين في هذا العصر و للأسف تجد معظمهم قد اهتم بالظاهر سواء كان ذلك في الدنيا أو الدين و هذا ليس عيبا فليس عيبا أن يهتم المسلم بمظهره و لكن العيب أن يكون شغله الشاغل هو مظهره بمعنى أن أقصى أمانيه ان يشتري الجهاز الفلاني أو يلبس من الماركة الفلانية أو حتى يلحق علامة الربع . هذا هو العيب بعينه . أما المسلم الصادق فهو من يهتم بهذا كله لأن " الله جميل يحب الجمال " و لأن " الرجل يحب ان يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة " هذا بالنسبة للدنيا أمال بالنسبة للدين فنجد المسلم يهتم بالمظهر أكثر من اهتمامه بقلبه - محدش يفهمني غلط لأن المظهر مهم برضه - لكن الخطأ أن نهتم بالمظهر و ننسى الجوهر . ذلك الجوهر الساحر الذي يسمى القلب . القلب .. قد يكون المعجزة الأكبر فيك أيها الإنسان .. القلب هو الروح .. القلب هو الحب .. القلب هو العاطفة .. " مضغة إذا صلح صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله " القلب يبكي دائما قبل العين و لن تبكي العين قبل القلب أبدا إلا عند التثاؤب أو عند التعرض للقنابل المسلة للدموع . فنجد الرجل يهتم بعدد ركعات النوافل و عدد أيام الصيام و عدد الركعات و عدد الصدقات و هذا كما قلنا من صميم الدين و لكنه ينسى القلب . ينسى الخشوع . ينسى الخضوع و ينسى " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر فلا صلاة له " و ينسى " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر لم يزدد من الله إلا بعدا " و ينسى " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش و رب قائم ليس له من قيامه إلا التعب و السهر " و ننسى " من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه " و ينسى " رب قاريء للقرآن و القرآن يلعنه " ينسى التدبر و التفكر و يقلب الصفحات بحثا عن علامة الحزب أو الجزء . لا حول و لا قوة إلا بالله . هذا هو الإنسان . سفيه إلا من رحم ربي . و الدليل إن سيدنا أبو بكر لم يسبقنا بكثير صيام و صلاة و لكنه سبقنا بشيء وقر في قلبه و الرجل اللي رسول قال للصحابه عنه " يدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة " كان سبب ذلك أنه لا يحمل في قلبه حقدا على أحد . هل فقدت غددي الدمعية أم أني فقدت قلبي .. من يستطع أن يردّ إليّ قلبي فليرده و لو بالدعاء .. اللهم رد إلى قلبي ردا جميلا .

Wednesday, October 14, 2009

صنع في إسرائيل


مفاجأة كانت في انتظار المخرج العالمي فرنسيس فورد كوبولا صاحب سلسلة أفلام " الأب الروحي - The God Father " عند وصوله بطائرته الخاصة لحضور فعاليات مهرجان بيروت السينمائي الدولي قبل يومين .
فوجئ كوبولا برفض سلطات مطار بيروت هبوط طائرته نتيجة لقرار لحزب الله رفض هبوط أية طائرة توجد بها أجازء تم تصنيعها في إسرائيل ، و هو ما تم تطبيقه على طائرة المخرج التي تحتوي على مكوناتها على جزء جزء صغير تم صنه في إسرائيل . كان الحل هو تحويل مسار الطائرة إلى مطار دمشق الدولي ، حيث استقل سيارة إلى مدينة بيروت التي تبعد عنها مدة ساعتين .

Sunday, September 20, 2009

صيد الخاطر في ترتيب الخواطر

كل سنة و إنتم طيبين و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال
هي مجموعة من الخواطر كنت أرسلها لبعض الأصدقاء في رمضان
متنسوش صيام ستة أيام من شوال " من رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر " [رواه مسلم] و جزاكم الله خيرا
أترككم مع الخواطر
-
خاطرة 1
يا ابن آدم ركبت من القصور و الفقر و العجز و الاحتياج ، لتنظر بمرصاد قصورك إلى سرادقات كماله سبحانه و تعالى ، و بمقياس فقرك إلى درجات غناه و رحمته ، و بمقياس عجزك إلى قدرته و كبريائه ، و من تنوع احتياجك إلى أنواع نعمه و إحسانه
فظهر بمراتب عبوديتك جمال ربوبيته
--
خاطرة 2
و هكذا قامت الجماعة المسلمة الأولى - في المدينة - على هاتين الركيزتين .. على الإيمان بالله : ذلك الإيمان المنبثق من معرفة الله - سبحانه - و تمثل صفاته في الضمائر ، و تقواه و مراقبته ، و اليقظة و الحساسية إلى حد غير معهود إلا في نادر من الأحوال . و على الحب . الحب الفياض الرائق ، و الود . الود العذب الجميل ، و التكافل . التكافل الجاد العميق ... و بلغت الجماعة في ذلك كله مبلغا لولا أنه وقع لعد من أحلام الحالمين ! و قصة المؤاخاة بين المهاجرين و الأنصار قصة من عالم الحقيقة و لكنها في طبيعتها أقرب إلى الرؤى الحالمة ، و هي قصة وقعت في هذه الأرض و لكنها في طبيعتها من عالم الخلد و الجنان .
و على مثل ذلك الإيمان و مثل هذه الأخوة يقوم منهج الله في الأرض في كل زمان
--
خاطرة 3
هي شجر عنب كثيرة الثمر ، فكان غارسها إذا مر به صديق له : اقتطف عنقودا و دعاه ، فيأكله و ينصرف شاكرا .
فلما كان اليوم العاشر : قالت امرأة صاحب الشجرة لزوجها : ما هذا من أدب الضيافة ، و لكن أرى إن دعوت أخاك فأكل النصف ، مددت يدك معه مشاركا ، إيناسا له و تبسطا و إكراما .
فقال : لأفعلن ذلك غدا .
فلما كان الغد ، و انتصف الضيف في أكله : مد الرجل ييده و تناول حبة ، فوجدها حامضة لا تساغ و تفلها و قطّب حاجبيه ، و أبدى عجبه من صبرضيفه على أكل أمثالها .
فقال الضيف : قد أكلت من يدك من قبل على مر الأيام حلوا كثيرا ، و لم أحب أن أريك من نفسي كراهة لهذا تشوب في نفسك عطاءك السالف .
فليس فيمن حولك من انبغت له العصمة و استقام له الصواب ، فإن أخطأ معك اخ لك ، فلا تجرنّك كبوته على الهجران و التأفف و الضجر و الانتقاص منه ، بل و لا على العتاب ، إنما تصبر و تكظم و تعفو في سرك ، مستحضرا جمال سابقاته و جياد أفعاله و حلو مكرماته ، إذ لعله قد أعانك على توبة ، أو ظاهرك عند تعلمك رديفا و سميرا و رفيقا ، أو علّمك بابا مما علمه الله .
--
خاطرة 4
و يجتمع هذا الكلام الحق ليقرر أن محنة الداعية المسلم لا تكمن في معارضة الكفر له و لا في سجنه و تعذيبه و تجويعه ، بقدر ما تكمن في استرخاء همته و التذاذه بالراحة .
ما محنة الداعية إلا لهوه و غفلته و جلوسه فارغا ، وربما زاد فينفتح باب من اللغو بعد اللهو .
تلك هي محنته الحقيقية التي تفتعلها الجاهلية للدعاة ، بما تعرض للناس من مغريات و أسباب لهو تلفت أنظارهم إليها .
و ما انتصار الداعية إلا في أن تعاف نفسه ما لا يؤثر في تقدم دعوته .
إن غفلة الداعية محنة ، ﻷنها صرفته عن نصر ممكن يحققه له الجد و العمل الدائب ، و صرفته أيضا عن أجر و ثواب أخروي ليس له من مقدمة إلا هذا الجد
--
خاطرة 5
تمام التذكر يكون مع الهدوء و السكون
فمن ثم كانت مدرسة الليل
و كان ترغيب الل للمؤمنين أن يجددوا سمت الذين " كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون "
و إذا انتصف الليل في القرون الأولى ، كانت أصوات المؤذنبن ترتفع تنادي
يا رجال الليل جدوا .. رب صـوت لا يرد
لا يقوم الليل إلا .. من له عزم و جد
فلا تبخل على نفسك بركعتين
في الثلث الأخير
حينها لا ترد الدعوات
--
خاطرة 6
ه الإنسان الضعيف تغزوه الأعراض غزوا فيه إلحاح . عدوى ، أو سرطان ، أو حريق ، أو غرق ، أو زلق ، أو سقوط ، أو اصطدام ، أو لدغة ، أو تسمم بطعام ، أو طلقة تائهة
فإذا نجا من كل ذلك : كان له في الهرم و ضغط الدم و ارتفاع نسبة السكر تأديب أي تأديب
فإذا طال النفس : اقتص منه الموت
" قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم "
تعددت الأسباب و الموت واحد
متى سنتخلض من زلاتنا و بلاوينا ، كفى بالموت واعظا
--
خاطرة 7
متى سننتقي ألفاظنا ؟ متى سنختار كلماتنا ؟
الله سبحانه و تعالى أنزل إلينا القرآن لكي نتعلم منه
حينما ذكر قصة يوسف عليه السلام واصفا مشهد امرأة العزيز . ذلك المشهد الذي يفتتن اليوم أهل الباطل في تزيينه لنا . قصّه الله علينا بألفاظ لا تخدش الحياء ضاربا أعظم مثال للعفة في التاريخ
" و قال تعالى أيضا كناية عن النكاح : " فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به
انظر إلى اللفظ حتى إن القاصرين في السن إذا قرؤوه لم يفهموه بل إن بعض من هم في سننا من الشباب لم يفهمه
كم مرة قلنا لفظا بقصد أو غير قصد آذى مشاعر أخ لنا حتى و إن كنا مازحين. أرجوك انتقي أجمل و أرق الألفاظ فإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تهوي به في النار سبعين خريفا
--
خاطرة 8
و الحقيقة أنه و إن افتقد الدعاة في هذا القرن صورة حكم إسلامي يصلح مثلا لتطبيق الإسلام، إلا أن هذا المثل يمكن أن يتجلى في بضعة أشخاص من الدعاة ، تتضح فيهم معاني الإسلام ، و يكتسبون من هيبته ، و يبلغون الذروة في الإيمان و التجرد و تطبيق السنة النبوية الشريفة
و هذا هو معنى القدوة في صورتها البسيطة
فيعوض بذلك عن صورة الحكم الإسلامي المفتقد و يكون بديلا لها و برهانا على أن الإسلام قادر أن ينتج مثل هذه النماذج الإنسانية الرفيعة ، أو بالأحرى : يكون برهانا على أن مثل هذه النماذج لا ينتجها غير الإسلام
-
كل سنة و أنتم طيبين مرة تانية
اللهم لا تحرمنا من موجبات رحمتك

Saturday, August 22, 2009

الهدف هو التقوى .. الهدف هو التغيير


أفضل صفة في الإنسان أن يكون دائما حريص إنه يغير نفسه للأحسن
مهما كان وضعه الحالي من معاصي و ذنوب . متخفش عليه
أي واحد فيه الصفة دي . حطه في صحبة صالحة و متخفش عليه
رمضان عمره ما كان شهر اجتهاد في العبادة و بعدها نخرج من الشهر زي ما دخلنا
لازم حاجه تتغير فينا . و عمر التغيير ما بييجي صدفة أو من غير ما تاخد بالك
لازم تكون حاطط لنفسك هدف في رمضان . هدف واضح محدد . تخرج من رمضان و فيه حاجه جديدة
يا ريت بالورقة و القلم
-
أقابلكم بعد رمضان إن شاء الله
كل سنة و أنتم طيبين

Sunday, July 19, 2009

تضامنا مع نفسي


رجل ذهب للطبيب يقول أنه يعاني من الاكتئاب ،الحياة تبدو صعبة و قاسية
يقول أنه يشعر بالتهديد وحده في العالم
الطبيب قال له إن العلاج بسيط
هناك مهرج عظيم ، بلياتشو في المدينة
اذهب لرؤيته , ذلك ما تحتاج له
رجل سيمسح دموعك
لكن الرجل رد عليه و قال له أنه هو ذلك البلياتشو
نكتة جيدة نوعا ما . الجميع ضحك ، الجميع صفق بحرارة
ثم أسدل الستار
-
أضحك من دون تبسّم و أبكي من غير دمع

Thursday, June 25, 2009

رموز بمثابة الثوابت


الله سبحانه و تعالى هو من خلقنا و رزقنا و أنزل إلينا الدين الإسلامي لكي نعبده ، لذلك فهو " القدّوس " أي له قدسية خاصة في قلب كل مسلم . و لكي يصل الدين إلينا بتشريعاته و أحكامه المختلفة فقد أرسل الله الرسل و أنزل عليهم الكتب السماوية لذلك فالكتب السماوية كتب مقدسة و الرسل لهم قدسية كذلك . هذا لا خلاف عليه بين المسلمين ، ما أؤمن به شخصيا أن هناك رموز يجب أن يكون لهم مكانة من صميم الدين مع أنه لم يتم النص عليهم من قبل الشارع و لا من قبل رسوله . مثال على ذلك الإماما البخاري صاحب أصح الكتب بعد القرآن الكريم و هو صحيح البخاري ، الإمام البخاري يعتبر من أهم موز الدين الإسلامي مع أنه ليس هناك نص ينص يشير إلى فضل الإمام البخاري أو حتى في فضل كتاب صحيح البخاري و مع ذلك فإننا كمسلمون لا نقبل أي نوع من التشكيك أو الطعن في الإمام البخاري لأن المشكلة ليست في الطعن ذاته و لكن المشكلة أنه لو تزعزت مكانة البخاري فإن صحيح البخاري خده و ارميه في أقرب خرابة و ما سينتج عن ذلك من التشكيك في صحة الأحاديث التي ينبني عليها كثير من أحكام الدين و لذلك فإن البخاري له مكانة خاصة في قلب كل مسلم و لهذا فإن الشيعة إذا ما ناقشك أحدهم - عن تجربة - ستجده يلعب على تلك النقطة و سيحاول أن يزعزع مكانة البخاري و سيقول لك إنه كتم أحاديث وردت في فضل أهل البيت لذلك فكتاب صحيح البخاري لا يساوي عند الشيعة جناح بعوضة ، هناك رموز آخرين كذلك من أعمدة الدين كالأئمة الأربعة و الخلفاء الراشدين و صحابة رسول الله و أهل بدر و هم بمثابة ثوابت في ديننا . هذا ليس الموضوع الاصلي للمقال و لكنها مقدمة احتجناها لترسيخ بعض المفاهيم .
-
كثيرا ما كان يزعجني أني أنتمي لجماعة لا تحظى رموزها بتلك الشعبية ، أتحدث هنا عن الرموز الدينيةو ليس السياسية . بمعنى أنك إن سألت أي مواطن مصري بسيط عن أشهر الشيوخ الذين يعرفهم و أقربهم إلى قلبه سيذكر لك مباشرة الشيخ محمد حسان و الشيخ محمد حسين يعقوب و الشيخ محمود المصري و الشيخ أبو إسحاق الحويني ، بمالناسبة أنا أحب أولئك الشيوخ .. حقا أحبهم و إن حاول أحدالإخوة الاستهزاء بهم فهذا مما لا أستسيغه شخصيا لأنهم و إن أخطؤوا فهم علماء و لهم حقهم و فضلهم و كما تعلمنا قديما أن لحوم العلماء مسمومة . و لكن إن بحثنا ننحن عن الرموزالدينية للجماعة ستجد أشهرهم الدكتور يوسف القرضاوي و الشيخ وجدي غنيم و الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل ، بالنسبة للشيخ القرضاوي فلن تجده معلوما عند عامة الناس إلا اللهم الشباب المهتم بالقراء لا سيما في المجالات الفكرية حتى و إن كانوا من خارج الجماعة و هم بالمناسبة نسبة ضئيلة مقارنة بمن يعرفون الشيخ محمد حسان مثلا . قد يرجع هذا إلى أن الدكتورالقرضاوي مقيم إقامة شبه دائمة في قطر ، أما بالنسبة للشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل فهذا الرجل له معزّة و مكانة خاصة عندي و قد فوجئت تماما عندما علمت أنه ينتمي للإخوان بل إنه كان أحدالمرشحين لعضوية مجلس الشعب في انتخابات 2005 و هو للأسف غير معروف عند كثير من الناس مع إنه يظهر على القنوات الفضائية الدينية كقناة الناس . أما الشيخ وجدي غنيم فهذا الرجل لم أر مثله ينطبق عليه " لا يخاف في الله لومة لائم " و لكنه كذلك غير معروف بالنسبة المرجوة و قد يرجع ذلك أيضا إلى محاربته أينما ذهب و هذا ما سنناقشه عند مناقشة أسباب تلك الظاهرة ، نقطة أخرى و هي الغاية من المقال أو النقطة الخطيرة التي تترتب على تلك الظاهرة ألا و هي أنك طالما تنتمي لجماعة تتبنّى فكر معين و فهم معين للإسلام فإنك تخضع لظروف خاصة قد لا يشعر بها و لا يراعيها من هم خارج الجماعة و بالتالي استنادا لتك الظروف فإنه لابد و أن يكون لك " فتاويك " الخاصة بظروف عمل الجماعة تعتمد على الزمان و المكان و الظروف لا سيما إذا كان هناك من يحاربك من بني جلدتك ، أعتقد أنه لا أحد يخالفني على النقطة السابقة . و من المؤكد أن تلك الفتاوى لن يطلقها إلا علماء الجماعة لأنهم هم الأعلم بالظروف ، هذا أيضا أعتقد أنه لن يخالفني أحد فيه . المشكلة تكمن في أنه إذا كان علماؤك أو رموزك الدينية لا يحظون بشعبية عند الناس فهذا سيؤثر في ثقة الناس فيك و ما زادالطين بلّة أن العلماء الذين يحظون بشعبية عند الناس و هم علماء السلفية و قد ذكرناهم - أفضل تسميتهم مجموعة السلفيين و ليس جماعة السلفية لأن الجماعة لها شروطها الخاصة - للأسف يكذّبون كلامك أو يطلقون فتاوى في الاتجاه المعاكس قد تناسب ظروفهم هم و لا تناسب ظروفنا . و بالتالي هذا سيشوّه صورتك و سيزعزع ثقة الناس فيك . و أنت كذلك لا تستطيع أن تخرج على الملأ و تخطّيء أحدهم أو تقول أنه ينقصه الرؤيةالكاملة للصورة لأن هذا مما لن يقبله منك الشعب أساسا لأن الشعب يحبهم و يثق فيهم حتى و لو كان من تحدثه " صايع " و يمثل الحشيش بالنسبة له وجبة مفضّلة . بالتأكيد هذه الظاهرة لها أسباب منها أن ' أمل الدولة ' يترك لهؤلاء الشيوخ مساحة كبيرة على الفضائيات لأنه يعرف مسبقا المواضيع التي سيتحدثون فيها و هي لا تضرهم في شيء و لن تقض مضاجعهم و قد يكون ذلك لكي' يغطّوا' عليك - مع العلم أنهم يتعرضون لبعض التضييقات أحيانا * - في حين أن رموزك يتم منعهم و مضايقتهم بأسلوب عنيف مما يسبب البُعد النسبي عن وسائل الإعلام المختلفة . أمر آخر و هو أن رموزك الدينية يتبنون - كما تتبنى أنت - فكر شامل للإسلام مما يدفعهم أحيانا للدخول في السياسة و الخوض في أمور تضايق الطاغية مما يدفع أصحاب القلوب الضعيفة و من يفضلون الجلوس في المكيفات و لا يريدون المشاكل و يريدون تربية العيال - و يا ريتهم بيربوهم - ما يدفع كل هؤلاء إلى الابتعاد عن الالتفاف حولك و مؤازتك و الانصراف عنك إلى من لا يتكلمون إلا عن الخوف و الرجاء و فضل البكاء من خشية الله و ما شابه - و هي أمور مطلوبة بل هي صميم الدين و لكنها وحدها لا تكفي - حيث إن الالتزام في هذه الحالة التزام سهل جدا و لا يعدو على مدى قيامك بالشعائر التطبيقية البحتة و لا يهم من يحكم و هل يحكم بالشرع أو بغيره و لا يهم انتخابات و لا يهم تعديلات و لا يهم اعتداءات على بلدان إسلامية مجاورة و نكتفي بالدعاء و هذا ما يحزنني كثيرا و هو إسلام مبيعوّرش .

* أؤمن أن كل من يتكلم و يدعو للحق تتم محاربته و التضييق عليه و لكن كل بحسب أخذه نسبة من الحق الكامل بمعنى أنك إن أخذت جزء من الإسلام و تركت الباقي ستتم محاربتك كذلك و لكنها مضايقات لا تذكر مقارنة بالمضايقات التي يتعرض لها من أخذ الإسلام كاملا . مثال على ذلك ما يحدث مع الأستاذ عمرو خالد من تضييق يتكرر من حين لآخر مع أنه تقريبا لا يتكلم في أي شيء له علاقة بالسياسة و لكنهم وجدوا أنه رجل محبوب و مؤثر في الشباب و هم الشريعة اتي يخشونها دائما فاضطروا للتضييق عليه .

Saturday, June 20, 2009

where is liberty ?


أين هي الحرية ؟
الصورتين الأساسيتين في التصميم هما صورة تمثال الحرية و الكونجرس و كلاهما من ويكيبيديا
للحصول على التصميم بجودة عالية اضغط على الصورة *
-
مدونة حمدي منّاع الجديدة
و هو شاعر موهوب و قد سبق و أن عرضنا له بعض قصائدة على المدونة
كنت أتمنى أن أرى مدونة كلها شعر تخفف عن الواحد همومه

Sunday, June 7, 2009

المسلم البلطجي


لابد في بعض الأحيان من أن ينتهي الحوار و تتعامل بطريقة ديكتاتورية مع من أمامك . الحوار لا يجدي في النهاية . سأتكلم عن أكثر من موضع قد لا يكون لهم علاقة ببعض و لكن ستتضح العلاقة في الناهية .

عندما نسمع أن هناك من تحول من النصرانية إلى الإسلام خاصة في مصر تجد الأقباط يقيمون الدنيا و لا يقعدونها حتى يتم العثور على ذلك " المرتد " و نسمع كثيرا أنه يتم تعذيبه حين يتم الإمساك به حتى يعود إلى ملته الأولى . ما يهمني في ذلك المشهد هو موقف أبناء جلدتنا من المسلمين . سخط و ضجر تجده في أعيننا حين نسمع ذلك و قد يتطلب الأمر بعض السباب من عامة الناس و قد يتطلي بعض الدموع من أصحاب الدموع الرقيبة و القلوب الرحيمة . أما أصحاب القضاء فيكفي القول بــ" أين حرية الاعتقاد التي ينص عليها القانون و تنص عليها حقوق الإنسان ؟ " أليس ذلك ما نشعر به . و ننسى جميعا أن هذا بالظبط ما سنفعله بأحدهم إن ترك ملة الإسلام و تحول إلى الكفر . و هو ما يسمى في الفقه ب " حد الردة " فمن ترك دين الإسلام بعد أن آمن به يستتاب ثلاثا و إلا فإنه يقتل . و إن جاءك أحد من النصارى يناقشك في ذلك فستقول له أنك على الدين الحق و أنت على الدين الباطل . هذا الكلام الذي تقوله لن يمثل له شيئا . إذا فلابد للحوار أن ينتهي أحيانا .

قضية أخرى و هي الأخطر و هي قضية الجهاد – كنت أريد أن أتعمق فيها أكثر من ذلك و لكني لم أجد الكتب المناسبة – قضية الجهاد قضية شائكة و خطيرة جدا لا سيما بالنسبة للغرب . تخيّل معي أن دولة الإسلام قائمة و لم تعد هناك دولة أخرى تكافئها في القوة و لكن حكم الإسلام لم ينتشر و لم يتعد حدود الدولة الإسلامة . يجب على الحاكم أن يخرج كل عام على الأقل الجيوش لنشر دعوة الإسلام في ربوع الدنيا . و هذا النوع من الجهاد فرض كفاية و هو ما سيمثل مشكلة فيما بعد بالنسبة للغرب و هذا النوع سختلف تماما عن النوع الثاني و هو جهاد الدفع و المقصود به الجهاد لاسترجاع الأراضي المحتة فهو واجب على أهل البلد وجوبا فوريا و يخرج فيه الجميع الزوجة دون إذن زوجها و و الولد دون إذن أبيه و يخرج فيه الكبار و الصغار .هذا النوع ما نسمع عنه في أيامنا هذه حيث أننا دولة مستباحة و ما أكثر دولنا المحتلة فلذلك كثيرا ما نسمع عنه و هذا النوع لا يختلف عليه شخصان عاقلان حيث أنه داخل الإنسان غريزة الدفاع عن النفس و سيوافقك عليه الكافر و المسلم و الهندوسي . أما النوع الثاني فهو ما سيكون مشكلة حين تعود الدولة الإسلامية حيث إننا اليوم نستنجد بجمعيات حقوق الإنسان مما يفعله النظام المصري بنا نحن من قمع للحريات و فساد في المؤسسات من صغيرها إلى كبيرها و لكني متأكد من أن من نستنجد بهم الآن سيلعنوننا غدا . لنشرح الموضوع ببساطة أنت كمسلم تؤمن بأنك خليفة الله في أرضه مطالب بنشر دين الإسلام في جميع أنحاء الكرة . هذا الكلام لا يمثل للكافر جناح بعوضه فأنت ليس معك توكيل كالذي يخرجه ظابط المباحث للآخرين عند تفتيش الشقة و هو ما يجعل الطرف الآخر – صاحب الشقة – في كامل الاستستلام لأمرك . أنت لا تملك ذلك التوكيل المادي أو إنك حقيقة تملك التوكيل و لكنه ليس متفق عليه من الجميع بعكس التوكيل الآخر . لذلك إذا أصبح للإسلام دولة لا تكافؤها دولة لا في القوة و لا في العدة و لا في العتاد حينها سنبدأ بالتفكير في نشر الإسلام و ستجيش الجيوش و سنبدأ بالتحرك و لنفترض إلى أي دولة كافرة و ستعرض عليهم الإسلام فإن رفضوا ف الجزية فإن رفضوا فالقتال مع أنها ليست أرضك و لا تملك فيها شيئا و لكنك تؤمن بأن هذا ما يجب أن تفعله . بمعنى آخر أنت بلطجي لأنك تنشر دينك "بالعافية " . أنا أوقن تماما بوجوب ذلك و أوقن تماما إن حكم الإسلام بالنسبة للكافر أفضل من حكمه الشخصي لنفسه . أي أن الأمريكي تحت حكم الإسلام و دفع الجزية أفضل من حكم الدستور الأمريكي له . و لكن أنت ستظل في نظره بلطجي . لأنك تتعدى على ما لا تملك من وجهة نظره . لذلك فلا مجال للحوار في ذلك . و إذا سألني أحدهم فلن أجد جوابا إلا أن هذا ما يأمرني به ديني .
فللحوار حدود . الحوار لا يصلح في جميع الأحوال و لا بد له أن ينتهي أحيانا و تفرض رأيك الديكتاوري على الشخص الذي أمامك لا سيما إذا كنت تملك القوة .

Monday, May 18, 2009

واحد و ستين

و انتصرت غزة
حمدي منّاع



صباح النصر يا غزة
صباح كله شرف
صباح كله فخر
صباح كله عزة
صباح فجره حكر على غزة
صباح ضوءه رهن لدى غزة
صباح نوره نار
على من حاربو غزة
صباح شمسه كرة
تقاذفها صغار من بنى غزة
صباح كان منسيا
صباح كان مسروقا
ومعتقلا ومسبيا
فحرره رجال الله فى غزة
صباح النصر يا أم الشهيد
نظرت وملؤ عيونها ضحك كأن اليوم عيد
قالت صباحك غزة يا إبننا
أرئيتنا؟؟؟
شهدائنا؟ أشلائنا؟ أرواحنا؟
أطفالنا؟ ونسائنا؟ وشيوخنا؟
تجويعنا؟ وحصارنا؟ إخواننا؟
أرأيت من فى صبرنا؟
أرأيت معجزة تضاهى فننا؟
أرأيت نصرا غير بدر قد يناظر نصرنا؟
قلى أنا
أرأيت من هو مثلنا؟
فأجبت لا
قالت إذا فتعلمو منا فإنا هاهنا
تعلمو منا إذا فن الحياة
تعلمو منا إذا فن الثبات
تعلمو منا إذا فن الشهادة والممات
تعلمو منا فإنا
خلقنا كى نعلمكم
بعثنا كى نفهمكم
وجدنا كى نذكركم
أن نصر الله آت
أن نصر الله آت

Friday, May 8, 2009

هجمة مرتدّة


قطع صالة قصر العروبة ذهابا و إيابا ، استمر على هذا الحال لأكثر من نصف ساعة ، شعر بالحر و الضيق فقام بإرخاء رابطة العنق قليلا ، لم يسترح بعد ، خلعها و رماها على مكتبه . لا يزال عاجزا عن تخيل ما يحدث ، نادى على الخادم بصوت عال هز أرجاء القصر و عندما جاء الخادم نظر في عينيه قليلا ثم صفعه على وجهه ، لا يدري لماذا فعل ذلك لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ، كان يعلم أنه ظلمه و لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير بل بكثير جدا ، جعله يخرج عن شعوره و هو من كان يصفه الناس بالرزانة و الوقار ، فتح " الجزيرة مباشر " مرة أخرى ليتأكد مما رآه قبل قليل ، تمنّى لو أنه كان يحلم ، أطفأ التلفاز و ترك نفسه ليسقط على ذلك الكرسي سقوط الآيس الذي لا يجد حلا ، سقط على ذلك الكرسي الخشبي الذي اشتراه عودته من زيارته الأخيرة لفرنسا ، قال في نفسه ' سأغلق عيني و أفتحها و سينتهي كل ذلك ' فعل ذلك و لكنه وجد أنه لا يزال في مصيبته ، أيقن حينها أنه لا يحلم . كان يعلم علم اليقين أن ذلك اليوم سيأتي لا محالة سواء في عهده أو عهد أبنائه إن استمر مخططه في توريث الحكمو لكنه لم يكن يتخيل أن يحدث بتلك السرعة ، كان يتوقعه بعد حوالي عشرون عاما ، ولكنه لم يتخيل أن يحدث ذلك الأمر بتلك السرعة فهو لم يكد يجلس على الكرسي أكثر من ستة أشهر ، زار خلالها العالم .. كان سعيدا جدا بوفاة والده .. كاد أن يطير من الفرحة حينها لأنه سيصبح الحاكم .. الآمر و الناهي .. سينفذ كل وعوده التي أبرمها سرا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية . سينفذ كل ما تعهد به لرئيس وزراء إسرائيل بأنه سيفعله إن تركوه يفعل مخططه للوصول للحكم . أخرجه جرس الهاتف من أحلامه ، كان وزير الداخلية " ألو .. أيوه أيوه شفته .. الحقني الله يخليك " كانت دموعه تسيل حينها ، استطاع وزير الداخلية أن يسمع نشيج بكائه قال له " و الله مانا عارف أعمل ايه ، بس خير إن شاء الله " كان وزير الداخلية يعلم أنه كاذب فيما قاله ، فما حدث هو ما كانوا يخشونه طويلا ، لكنه ليس لديه ما يقوله إلا " خير إن شاء الله " أغلق الهاتف في وجهه فهو لا يريد أن يواسيه أحد ، هو يريد حلا عمليا سريعا فلا أحد يخفى عليه ما يحدث في شوارع القاهرة في تلك اللحظات ، كان يبحث عن أي شعرة ليتعلق بها ، جاء على باله أن يتوضأ و يصلي ركعتين و لكنه تذكر صور الظلم الذي كان يستلذ بممارسته على جميع طبقات الشعب ، تذكر أيضا تلك المرأة العجوز التي رآها في التلفزيون تدعي عليه بالاسم و تشتكي من أنها تشرب مياه مجاري و قالت " الله ينتقم منه ، منّه لله " كان متأكدا أن الله لن يستجيب له فمأكله حرام و مطعمه حرام و ملبسه حرام و غُذّي بالحرام فأنّى يستجاب له ، كان يدرك يقينا أنه هو أكبر مظلوم فقد ظلم نفسه . سأل نفسه ' اشمعنى دلوقتي ما هما بقالهم سنين ساكتين ؟ ' سأل نفسه هل هو إلغاء الدعم الذي كان يخطط له من قبل أن يمسك الحكم ؟ أم هو اهتمامه الشديد برجال الأعمال و إهماله جميع ما سوى ذلك ؟ كان يستمتع بالجلوس أمام حاسوبه الشخصي من ماركة " أبل " و يرى رصيده في بنك سويسرا يرتفع ، كان يعشق السهم الأخضر ، من يومها و اللون الأخضر هو لونه المفضل بلا منازع ، كان يعلم أنه لن يفعل بتلك الأموال شيئا و لكنه حب كنز المال و فقط ليس إلا . تذكر حينها "فالكيري" ( خطة هتلر لتفادي ثورة الشعب ضده إن حدث ذلك و التي كان سيستخدم فيها الجيش ) كان قد أقام خطة مشابهة لتفادي ثورة الشعب فهتلر زعيم يجب ألا تمر حياته هكذا من دون أن يستفيد منها ، ذهب مسرعا نحو الهاتف و عندما بدأ في ضرب الأرقام تذكر أن جميع قيادات الجيش في أجازة رسمية في أوروبا ، و القيادات البديلة لا تعلم شيئا عن تلك الخطة فهي خطة ليس من السهل أن يعلمها الجميع كان هناك ثلاثة فقط يعرفونها هو و رئيس المخابرات و وزير الحربية فقط ، أطلق لفظا بذيئا ، فتلك كانت أهم ما لديه عند ثورة الشعب .
كان يرى الاضرابات تتزايد كل يوم و لكنه كان يعتقد أنه كلام في الهواء ، لحظة غضب و ستمر بسلام ، كان يتعامل معهم بمبدأ " اتركهم يجعجعون ، فهم لا يملكون الإرادة لفعل شيء كهذا " لم يكن يعلم الطفرة النوعية التي حدثت ، أكثر ما يقلقه الآن أن يتجه العشرة ملايين التي رآها في رمسيس إلى قصر الرئاسة ، فجأه أفزعه صوت ارصاص ، خرج مسرعا إلى الشرفة .. رأى الملايين قادمة من بعيد كان يرى النيران التي يحملونها ، حين اقتربوا تأكد أن أقل من فيهم معه مسدس 9 ملم ذو الست طلقات ، لا يعلم من أين أتوا بكل ذلك السلاح و لكن المهم الآن أنهم يمتلكونه .. الأهم من ذلك أنهم يمتلكون الإرادة .. يمتلكون الغضب .

Friday, May 1, 2009

الله يحييك


بداية ليدع كل منا العصبيات القبلية فإنها من سمات الجهالة الجهلاء و الضلالة العمياء " دعوها فإنها منتنة " لينسى كل منا أنه مصري أو سعودي أو .. أو .. دع حظ النفس جانبا . ليكن كل همك معرفة الحق واتباعه و لنبدأ

سارعي للمجد و العلياء ، مجّدي لخالق السماء ، و ارفعي الخفاق الأخضر ، يحمل النور المسطّر ، ردّدي الله أكبر يا موطني ، موطني قد عشت فخر المسلمين ، عاش الملك للعلم و الوطن .. لا زلت أذكر ذلك النشيد الوطني الذي كنّا نردده في طابور الصباح في مدرسة الخبر الثانوية و الذي قد تدفعنا العصبية القبلية و الحنين للوطن نحن المصريين بعدم الترديد بل أحيانا بترديد النشيد الوطني المصري بصوت منخفض

درست في المملكة العربية السعودية من الصف الثالث الإعدادي - أو المتوسط كما يسمونه هناك - و حتى الصف الثالث الثانوي ثم عدت إلى المحروسة لدخول الجامعة . لا أنكر أن تلك الفترة التي قضيتها هناك كانت من أفضل أيام حياتي التي تعلمت فيها كثيرا و لكنها أيضا أثّرت على فكري بالسلب أكثر منها للإيجاب . تحسنت كثيرا منذ أن عدت . يوجد حقد شديد بين الشعب المصري و الشعب السعودي . فالشعب المصري كثيرا ما ينعتهم بالأغبياء و أنهم لولا الدول المتقدمة لظلوا الحفاة العراة رعاء الشاة و لم يتطاولوا في البنيان و على الجانب الآخر السعوديون يكرهون المصريين لأنهم يقولون أنهم يذهبون إلى دول الخليج و ينهبون خيرات تلك البلاد مع الاستهزاء باللهجة طبعا وما إلى ذلك . كلاهما يشتم الآخر , تعرفت هناك على أفراد رائعين , سعوديين و غيرهم . لنتكلم كعادتنا عن السلبيات و الإيجابيات . الإيجابيات هناك و المميز جدا أن السمت العام ملتزم سواء بإرادته أو بغير إرادته سواء كان التزاما أجوفا أم حقيقيا و لكنه سمت ملتزم لا تجد امرأة متبرجة في الشارع لا تجد من يترنّح و في يده تلك الزجاجة الخضراء لا تجد من يخرج يده من زجاج السيارة ليدفع لشرطي المرور عشرين ريال . قد يقول البعض إنهم يفعلون داخل البيوت كذا و كذا و لا يغرك السمت العام , هذا قد يكون صحيحا و لكن ما يفعلونه في بيوتهم بينهم و بين ربهم و لكن ما يهمني كإنسان مسلم أنه عندما أسير في الشارع لا أرى المجاهرة بالمعصية و لا أرى ما يخدش الحياء " أعطوا الطريق حقّه " ما يميزهم أيضا الحالة الاجتماعية المرتفعة و التي سنتكلم عنها فيما بعد و لكن لنقل حاليا أنها ميزة على غرار " نعم المال الصالح للعبد الصالح " أيضا ما يميز ذلك الشعب أنه ينمو علميا بخطوات ملحوظة حيث بدأ تخريج كفاءات من الجامعات و تشغيلهم مكان العمالة الأجنبية بما فيها المصرية و هو ما يسمى بـ " السّعْوَدة " . أيضا من الأعمال الرائعة هي العناية بالحرمين الشريفين و الاهتمام بالحجاج و المعتمرين و لعل هذا أحد الأسباب أن الله سبحانه و تعالى جعل الحرمين في تلك المنطقة التي تطفو على النفط حتى إذا ما كانت هناك سرقات فسيظل المال موجودا بوفرة . لعلها من حكمة الله فأنا أعتقد أن الحرم لو كان مصر لكان الدخول بربع جنيه للفرد . حتى الآن كلام جميل و لكن نجيء إلى النقطة التي تشغل بالي . هل تلك الممكلة الكبيرة و التي تشتهر بأنها تحتضن الحرمين الشريفين و تشتهر كذلك بأنها تطبق الشريعة الإسلامية و أن دستور الدولة هو القرآن الكريم و هو ما يجزم به الشعب السعودي ، هل تلك الدولة تطبق الشريعة حقا أم أننا نخدع أنفسنا ؟

الحكم الديكتاتوري ( هو شكل من أشكال الحكم تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد ) يستخدم أحد أسلوبين في التعامل مع الرعية : نوع يهتم بجعل أقصى أماني الرعيّة البحث عن المأكل و المسكن و الملبس حتى يشغله ذلك عن التفكير في حال الدولة و الاعتراض على نظام الحكم الظالم و هو ما نعاني منه في مصر . و نوع آخر يجعل الشعب يعيش في أقصى درجات الرفاهية و لا يتمنّى شيء إلا و يكون متحققا أمامه حتى يصبح لا يرى شيئا و لا يريد شيئا غير أن يستمر في ذلك النعيم المقيم إلى أن يتم حمله على الأكتاف و بالتالي تنسيه الشهوات - ليست بالضرورة شهوات محرمة - أن يفكر في إصلاح الدولة التي قد تبدو و كأنها دولة عادلة و لكنها ليست كذلك بل هي ثرية و ليست عادلة أو حتى يفكر فيما يحدث لإخوانه على الحدود أو في البلدان المجاورة من قتل و تعذيب وانتهاك للحرمات . نظامان ديكتاتوريان يبدو أنهما يجمعان بين المتضادات شديدة التناقض و لكنهما وجهان لعملة واحدة . كلاهما ديكتاتوري كلاهما ظالم كلاهما عميل . ما يحدث بالممكلة من الأكيد هو النظام الثاني . من لا يصدق إن الحكم في المملكة دكتاتوريا فليسأل ماذا حدث للشيخ خالد الراشد عندما تكلم بكلمة الحق أيام نشر الدنمارك للرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أحد محاضراتاه ، لقد تم الحكم عليه بالسجن لـ 15 عاما ، الشيخ خالد الراشد واعظ معروف كان بيتنا قريبا من مسجده ، حضرت له عدد قليل من الدروس و الخطب ، كان رجلا بكّاءاً شديد البكاء و من يسمع له محاضرات يجد أنه قد لا يستطيع الكلام من شدة البكاء ، هو الآن في المعتقل و إذا جاء ذكر الشيخ خالد الراشد في سياق الكلام أمام أحد من المتدينين تجده مباشرة يدعو له بأن يفك الله أسره وسط علامات للحزن و الأسى تعلو وجهه و لكن لا أحد يستطيع أن يذهب للملك و يقول له لماذا و كيف و لم ؟ مستحيل .. مع يقينه التام بأن الشيخ خالد الراشد مظلوم . هذا أحد الأدلة ، ثانيا تمتلك المملكة العربية السعودية إحدى أكثر وسائل الإعلام تطوراً ، ولكنها أيضاً خاضعة لقيود . عموما، لا يتم التسامح مع انتقاد الحكومة والعائلة المالكة والتشكيك في العقائد الدينية ، جميع الصحف السعودية تصدر بقرار ملكي ، و هي تخضع للرقابة وفقا لنظام المؤسسات الصحافية . ويتم إصدار قرارات تعيين رؤساء التحرير للصحف بواسطة وزير الثقافة والإعلام و هو أمر ناجح جدا لنظلم ديكتاتوري عندما يمتلك وسائل الإعلام في يديه ، يستطيع حينها ان يفعل المعجزات لا سيما و أن الإعلام أصبح وسلة التأثير الأولى في الناس

لنتكلم قليلا عن الحكم ، الحكم فتنة كل زمان و مكان . عندما أسمع كلمة الإسلام أول ما يتبادر إلى ذهني كلمة الحكم ، فالإسلام نزل لكي يحكم " إن الله ليردع بالسلطان ما لا يردع بالقرآن " . فلا أحد يختلف على أن الإسلام شعائر و شرائع و أخلاق و معاملات ، هذا ما يتفق عليه الجميع ، و لكن عندما يقال إن الإسلام به حكم هنا تبدأ الشفاه بالامتعاض تفكيرا في إمكانية حدوث ذلك ، و أكبر دليل على ذلك ما يفعله الشيعة الآن ، من أكبر الخطوات التي سبق بها الشيعة السنة أنه يوجد جموع غفيرة مؤمنة بالمذهب إلى جانب وجود حكومة تؤمن بالمذهب و تعمل له و كأن إرادة الشعب تتمثل في شخص الحاكم ، أما السنة - و أقصد بالسنة المسلم الملتزم المطالب بتطبيق شرع الله و ليس حامل المذهب السني و فقط - فيوجد عدد من الملتزمين و لكنك تجد ما ينقصنا هو وجود حكومة مسلمة مؤمنة بفكرة الإسلام لذلك الشيعة سبقونا كثيرا و اقتربوا من النووية إن لم يكونوا صنعوها فعلا و أطلقوا قمرا صناعيا و يصنعون أسلحة داخل البلاد و يخرجون في المحافل الدولية ينتقدون في هذا و يعترضون على هذا و أقربها للذاكرة ما فعله أحمدي نجاد في مؤتمر ديربان 2 ، و هذا هو الاختلاف الرئيسي بين السنة و الشيعة حيث أن الشيعة يقولون أنه ليس من المعقول أن الله سبحانه و تعالى ترك لنا الكون بعد الرسول بدون تحديد حاكم مسلم و يجعل القرار بيد البشر حيث أنهم سيتقاتلون لا محالة و سيتم إسالة للدماء و هو ما حدث فعلا في الفتنة بين الصحابة و ما يحدث الآن من التهاوش و التناوش على الحكم فالشيعة يرون بـ " الإمامة " و هي الاختلاف الأكبر بين الشيعة و السنة كما قلنا فهم يقولون أن هناك 12 إماما كان كل إمام ينص على الذي بعده بل العجيب و الذي سمعته مؤخرا أنهم عندهم حديث عن الرسول ذكر فيه الاثنا عشر إماما بالاسم ! ( بالمناسبة أنا سني و لست شيعي بل أكره الشيعة جدا لكي لا يشك أحد )

بعد كل ذلك هل تحكم السعودية بالشريعة الإسلامية ؟ ما هو حكم الله في اختيار الخليفة أو الحاكم ؟ هل هو أن يأتي حاكم إلى الشعب و يحتكر الحكم له و لأسرته المالكة ثم يأتي الشعب له و يبايعه وسط احتفالات بالحاكم الجديد , هذا ما يحدث هناك . هل هناك أحد من الشعب السعودي له قرار في اختيار حاكمه ؟ النسبة هي صفر بالطبع . أنا لا أتكلم عن هل الحاكم عادل أم ظالم أنا أتكلم هل الشعب له يد في اختيار من يحكمه ؟ الشعب السعودي ليس له أية إرادة في اختيار الحاكم ، لا سيما أنه حكم ملكي و لا يخفى عليكم ما يتمتع به الحكم الملكي من ديكتاتورية رهيبة فهي إرادة واحدة و وجهة واحدة للبلاد تلك التي يختارها الحاكم ، رفض أم أبى الشعب ، الحكم الملكي من أخطر أنواع الحكم ، لا توجد أحزاب و تقريبا لا توجد معارضة و لا يوجد رأي آخر بل هو الرأي الواحد الرأي الأوحد رأي الملك حفظه الله و رعاه . مما سبق يتضح أن الحكم في الممكلة حكم توريثي أي أن الحاكم القادم معلوم لدى الجميع و هو الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ، هل هذا الحكم هو ما يرضي الله و رسوله ؟ سؤال أعتقد الإجابة عليه بديهيّة جدا لكل من كان له عقل أو ألقى السمع و هو شهيد . هذه التدوينة أوجهها لأصدقائي هناك و الذين سأحرص أن يقرؤوها لأنه موضوع مهم لا سيما أني كلما أتحدث مع أحدهم على (الفايس بوك) و أسأله " هل الممكلة العربية السعودية تحكم بشرع الله " تكون الإجابة بـ "نعم" و هم مقتنعين تماما بهذا الرأي . نقطة أخرى ، بلد كهذا يعتبر من واجهات العالم العربي و يحتضن الحرمين هل يعقل ان يكون حاكمه لا يجيد القراءة بطلاقة ؟ من ينظر إلى الملك عبد الله أثناء حديثه في المؤتمرات و المحافل يجد شيئا عجيبا فهو يتتعتع و يتلقلق و يتفأفأ ، أعتقد أن هذا الرجل ليس له رؤية سياسية ، لا أستطيع تخيل أن هذا الرجل يحكم تلك الدولة حقا و أتذكر حينها حديث رسول الله " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " . أخيرا بالنسبة لخطبة الجمعة مهما كان الإمام على علم و بصيرة فإنك تجده يقرأ من ورقة مع العلم أنه لو تكلم بدون الورقة سيؤدي أداءا ممتازا و لكنها في ورقة , فكروا لماذا و أخبروني

أتمنى ان أكون و ضحت وجهة نظري

Friday, April 10, 2009

سأصلّي إماماً


هذا الكلام إلى ( الصادقين ) من الإخوان المسلمين " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ". سأتكلم قليلا عن الموضوع الذي أثار ضجة في فترة من الفترات و لا يزال يثار حوله كلام . النقد العلني لجماعة الإخوان المسلمين سواء كان من أفرادها أم من خارجهم ، ولكني هنا سأتكلم عن النقد الذي يتم من أفراد الجماعة أو بوجه أصح ( من شباب الجماعة ) لأنهم هم المحسوبون عليها ، أما النقد المنصب على الجماعة من خارجها فهذا ما تعودنا عليه و هذا ما قاله الإمام البنا أن دعوتنا ستحارب من جهات شتى ، و لكن عندما يجيء النقد من الداخل لا بد أن نقف و نحلل . سأتكلم عن كل ما يدور في خلجات نفسي و بصراحة . ما يعجبني و ما لا يعجبني و ما يأسفني . يعجبني في أولئك الشباب ثقافتهم العالية . قارؤون و مطّلعون جيدون . ما يعجبني أنهم فكروا و أرادوا التغيير للأفضل و نحسب أن نيتهم في ذلك الاقتراب من الأصوب و هو الذي نسعى إليه جميعا سواء كان فعلهم في التغيير صحيحا أم خاطئا و لكن يحمد لهم صنيعهم بأنهم أرادوا التغيير والتصويب . نأتي إلى ما أراه غير صحيح بداية أشعر أن النية ليست صادقة عند الجميع . أعلم أن هذا ليس من شأن البشر و لكنّه شعور .البعض ينقض بشدة و في كل مرة . لا تكاد تجد له تدوينة بدون ذكر سيئات الإخوان في الموضوع الذي يتحدث عنه و لو كجملة عابرة داخل التدوينة . أمر صعب صراحة . كل مرّة ! المهم سواء كانت النية صادقة أم لا فلا يصح أن يكون النقد في كل تدوينة أيضا و إذا كان يرى ذلك الكم الهائل من الأخطاء مما يدفعه و يضطره اضطرارا إلى النقد في كل مرة لماذا الاستمرار في الطريق ؟ ما أتأسّف عليه أن هذا الشباب يضيّع وقته في شيء لن يأتي بالنفع ، صراحة أستخسرهم في أي مكان آخر خارج الجماعة ، قدرات هائلة ، عقليات رائعة ، ثقافة عالية ، لو وجهت في الاتجاه الصحيح لاشك ستحدث تغييراً ليس بالبسيط

الأمر الثاني هي لماذا أصلا ينقدون على المدونات ؟ سؤال كثيرا ما دعاني للتفكير . بعضهم يقول لي " ولماذا لا ننقد على المدونات ؟ " للأسف السؤال لا يكون كذلك ، هم عكسوا السؤال . إذا افترضنا أنهم سلكوا القنوات الشرعية ، لنفرض جدلا و أشك في ذلك . و لم تتم الاستجابة لهم ، فلماذا ينقدون على المدونات مع العلم أنهم متأكدون أن ذلك لن يفيد الجماعة في شيء و نحن نقول نحسب أن النية صادقة ، أما إذا كانت النية غير ذلك فمن الأفضل له أن يترك الإخوان - هذا إن كان ينتمي لهم أصلا - و معظمهم يعلم ما أقصد . أعتقد أن أحد أسباب هذا النقد هو الانفتاح الإعلامي الذي نشهده ، هذا و إن إن كان له إيجابيات فإن له كذلك الكثير من السلبيات ، أنا أقر أن الجماعة ينقصها الكثير إعلاميا ، نعم نحن لا نجيد اللعب الإعلامي قد لا يكون هذا خطئا منا بقدر ما هو خيانة و خداع من غيرنا و لكن هذا الهوج الإعلامي أحد أهم الأسباب فنحن نجد أن الشخص - أي شخص - يستطيع الآن أن يكتب مقالا ويرسله للجريدة و الجريدة تتلاعب به كما تريد أو تغيّر في الأقوال كما حدث مع أروى الطويل في المصري اليوم . المدونات و ما أدراك ما المدونات أحدثت فرقا هائلا ، منبر من لا منبر له ، صار كل منا يمتلك جريدة خاصة به يكتب بها ما شاء و يشتم عليها من شاء ، أصبح كل منا - لا سيما إذا كانت مدونته ذات شهرة نسبية في الوسط الالكتروني - يشعر أنه له قيمة و أن رأيه مسموع نوعا ما مما قد يدفعه شيطانه أو نفسه الأمّارة بالسوء إلى كتابة ما يعلم أنه ليس مما حضر أهله و لكنها فرصة إعلامية جيدة . نعم ، الإعلام وسط قذر لا يجيده الجميع و من يتعامل معه يدرك تلك الحقيقة

الأمر الثالث و هو المهم . أن الله سبحانه و تعالى خلق الناس أصنافا منهم الشخصية الضعيفة و منهم القوية و العاطفية و الخشنة و العنيدة و الاجتماعية و الانطوائية و القيادية و ... . سأتحدث عن الشخصية القيادية قليلا لأنها مهمة . تلاحظون في الفترة الأخيرة تكرار تلك الكلمات " قائد " " صناعة القائد " " مركز إعداد القادة " كلهم يهتم بالقائد الذي سيقود إلى النصر . بالتأكيد يوجد داخل الجماعة جميع تلك الشخصيات و المشكلة الأكبر في الشخصية القيادية تظهر حين يتم اختباره في " السمع و الطاعة " ذلك المبدأ الذي أرهق الكثيرين و لا يعجب الكثيرين مع أنه من صميم الدين " و إن تأمّر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة " . الشخصية القيادية حين يتم اختبارها في ذلك المكان يظهر أحد أمرين إما أن يكون شخصا على مستوى عالي من الفهم و يستجيب للشورى لعلمه أن ذلك طاعة لله و رسولة أو آخر مصرّ على رأية حتى وإن كان جالسا عند أخذ الشورى فإنه لا يرضى إلا برأيه و يرى أن الجميع مخطؤون ولم يفهموا وجهة نظره بعد ، مع أنه وضحها مرارا و تكرارا و الناس فهمتها و لكنه لا يستجيب . و بعدها إما أن ينفلت من الجماعة و يذهب لجماعة أخرى أو مجموعة أخرى أو يقوم بإنشاء جماعة أخرى ليكون هو القائد لإشباع تلك الغريزة ظنا منه أن الجماعة لا تريد ذلك الشخص الذي يفكر دائما و يحلل ويناقش . أو أن الجماعة لا تريد القائد بل تريد الذي يقول " آه " في جميع الأحوال و هذا غير صحيح بل أعتقد - اعتقاد شخصي - أن الشخصيات القيادية يتم البحث عنها ( بالعدسة المكبرة ) لأن الرسول قال " إنما النّاس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة " متفق عليه و جماعة ستقود الأمة إلى مجدها المنهوب المسلوب لابد أن يتوفر فيها عدد لا بأس به من الرواحل . نرجع للموضع فيقوم ذلك الشخص بالخروج إلى المنابر المتاحة له و يبدأ في النقد و التحليل و "لقد تركنهم لأنهم بيروقراطيين ديكتاتوريين و رجعيون و مصابون بالجمود الفكري " و تري في الخلفية تصفيق حار و تهليل من الحاضرين الذين يحيونه على شجاعته و هدايته إلى الطريق . أنا لا أتكلم من الخيال بل كثير من الأمثلة من تركوا الجماعة و ذهبوا لإنشاء جماعة أخرى أو ..... و لن أذكر أمثلة لأني تعلمت ألا أجرّح الأشخاص . و إن شئت قل " متساقطون على طريق الدعوة " . و في رأيي أن من فعل ذلك فمثله كمثل ذاك الرجل الذي لا أعرفه الذي كان حلمه أن يصلي إماما بالناس و لكنه يعيبه شيء رهيب جدا لا يشعر به و كان يذهب أول واحد للمسجد قبل حتى أن يفتح المسجد و يسند ظهره إلى الباب حتى يجيء المؤذن و يوقظه من نومه و يدخلا المسجد و يجلس يردد الأذان و يصلي السنّة ثم يهرع إلى إقامة الصلاة حتى يضمن أن يصلي إماما و لكن الناس كانت دائما ما تعيده ليصلي بين الناس و يقولول له " أنت يعيبك كذا و كذا و إذا أصلحت ذلك العيب سنتركك تصلي بنا الخمس فروض " كان صوته عذبا في قراءة القرآن و يحفظه عن ظهر قلب . كان كثيرا ما يصطدم معهم و يعلوالصوت في المسجد و لكنه في النهاية يرضخ لهم بسبب كثرة عددهم و لا أحد يسانده لأن الجميع يرون ذلك العيب الشنيع . كان حزينا جدا . يتمنى أن يصلي إماما بالناس و لكنه لا يدرك ذلك العيب الرهيب الذي لن أذكره و لا يحاول حتى أن يستمع لهم مرة من المرات و يحاول أن يرى ذلك العيب ، و لكنه كان لا يصدقم بل ربما لم يسمعهم أصلا لأنه كان كل همّه أن يصلي إماما فقط ، أعمته الإمامة . كان يبكي في الصلاة بكاء شديدا حزنا على ما يفعلونه به . و لكنه لم يستسلم كان يذهب و يكلم الناس بعد كل صلاة و يشكو لهم ما يفعله أهل المسجد به و بعد شهور و سنين لم يستجب له أحد لأن كلهم كان يرى ذلك العيب و هو الوحيد الذي لا يراه . فقرر أن ينتقم لنفسه فكان يذهب للصلاة متأخرا بعد أن تأكد أنه لن يصلي إماما و بعد أن يختم الصلاة يذهب و يصلي السنة في مكان الإمام و يرفع صوته بقراءة القرآن و يتخيل أنه إماما للناس . للأسف , لو فكّر و لو لمرة واحدة في إصلاح ذلك العيب الذي أرشده الناس له لتركوه يصلي إماما . صوته عذب و يحفظ القرآن كاملا و لكنه عنيد لا يريد أن يستمع للآخرين . رأيي هو الصواب . كان يرددها دائما . أولئك يذكرونني بذلك الرجل ، أعوذ بالله ، اللهم إني أسألك الثبات حتى الممات

أخيرا , هناك كلمة للإمام حسن البنا في رسالة (إلى الشباب) يقول فيها : و سيجد كل عامل صادق منكم في ميدان الإسلام ما يرضي همته و يستغرق نشاطه إن كان من الصادقين ، و إن أبيتم إلا التذبذب و الاضطراب و التردد بين الدعوات الحائرة و المناهج الفاشلة فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة بقلة و لا بكثرة " و ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم "
اقرأها مرة أخرى و ركّز

أنصحكم بقراءة كتاب " المتساقطون على طريق الدعوة .. كيف و لماذا " للأستاذ فتحي يكن

Friday, April 3, 2009

يوم الغضب , يوم النرفزة


حلف الفضول . هو حلف كان يقام في الجاهلية لنصرةالمظلوم - كفّار بس محترمين برضه - قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا لو دعيت به في الإسلام لأجبت " .. ذهبت يوم الأحد الماضي لنقابة الصحفيين بالقاهرة لحضور الوقفة الاحتجاجية على سلم النقابة ثم المؤتمر الصحفي بعنوان (الحريّات .. مخاطر و تحديات) للمناقشة حول يوم 6 أبريل القادم و الذي سمي بـ(يوم الغضب) من قبل اللجنة التنسيقة لطلاب مصر و التي تحتوى على عدة اتجاهات كالإخوان و 6 أبريل و الاشتراكيين و رابطة العمل الإسلامي .

و إليكم ملخص ما تحدث عنه الحضور
بداية تكلم الأستاذ محمد إحسان عبد القدوس ممثل لجنة الحريات و ذكر القاعدة الذهبية " نتعاون فيما اتفقنا عليه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " و أشار إلى أن ما نتفق عليه أكثر بكثير مما نختلف فيه و قال إن هذا المؤتمر سيديره الطلاب فهم المنظمون و هم أصحاب الفكرة و هم أصحاب الغضب . أدار المؤتمر أحد طلاب جامعة عين شمس . في البداية كانت الكلمة لحركة 9 مارس و هي حركة العمل من أجل استقلال الجامعة " و ألقى الكلمة أحد أعضاء هيئة تدريس جامعة بني سويف تكلم عن أن الجامعة لا تخرّج جيل صالح لسوق العمل و أكد أن المشكلة ليست في الطلاب و لكنها في أسلوب التعليم العقيم و بين أن هناك مخطط من البنك الدولي لإفساد التعليم في مصر متمثلا في إلغاء مجانية التعليم و زايادة برامج التعليم بأجر و إنشاء جامعات أجنبية ( أمريكية ، أندونيسية ، أمانية ، .... ) و كأن مصر أصبحت حقل تجارب لجميع الدول . و أشار إلى أن هناك وعود بمنح لطلاب المتفوقين و هي حتى الآن وعود و إذا نفذت فحينها لن يكون هناك متفوقين إلا من أبناء الأغنياء . بعده كانت كلمة حركة طلاب 6 أبريل ألقاها الطالب مصطفى شوقي من جامعة حلوان و وجّه فيها مجموعة من الرسائل لأعضاء هيئة التدريس الذين شاركونا و ساندونا و وجه رسالة للطلاب الذين خرجوا من المعتقل مثل ( محمد عادل ) و قال لهم أنتم رفعتم رؤوسنا و دعا الله أن يفك أسر الطالب (أحمد الكردي) من رابطة العمل الإسلامي و شكر طلاب معهد تكنولوجيا بنها الذين اعتصموا 26 يوما على الأرض لتحويل المعهد إلى كلية هندسة ، و أشار إلى أن الناس -و الناس وحدها- هي القادرة على التغيير لذلك يجب دفع الطلاب للمطالبة بحقوقهم في الجامعة - حقوقهم الشخصية حتى و إن تحرك على أساس مصلحة شخصية - و عندما يطالب بحقوقه سيجد أن عدوه هو حرس الجامعة و أمن الجامعة حينها سيعلم عدوه الحقيقي وراء كل تلك (البلاوي) و سيطالب معنا بطرد الحرس الجامعي . الكلمة التالية لطلاب الإخوان المسلمينألقاها أحد طلاب الإخوان من جامعة عين شمس وجه الشكر فاها ك1لك للجنة الحريات و أشار إلى تقلص دور النظام المصري على الصعيد العربي و أنه للأسف بدلا من أن يحار النظام أولئك الطلاب و معرفة مطالبيهم و مناقشتهم أطلق يد الأمن للتعامل معهم و هي أكثر الأيادي حماقة كما هو معلوم و أعلن عن أن يوم 6 ابريل سيكون بالتعاون بين طلاب الإخوان و طلاب الحركات الأخرىفي لجنة التنسيق سيكون (يوم الغضب) في الجامعات المصرية للمطالبة بـ 6 مطالب و هي :

1 طرد الحرس الجامعي
2 الحق في الحصول على تعليم حقيقي مؤهل لسوق العمل .
2 الالتزام بالمصروفات القانوية و ظبط سعر لكتاب الجامعي .
3 إلغاء اللائحة الطلابية المقيدة للحريات .
4 الإفراج عن الطلبة المعتقلين و رفع القبضة الأمنية عن الجامعة .
6 وقف حملات التحقيق و مجالس التأديب و الفصل التعسفي .

و هذه المطالب هي ما اتفق عليها أعذاء اللجنة التنسيقية بين الطلاب أي هي المطالب المشتركة التي ستسعى لها كل التيارات .
و كانت هناك كلمتين لكل من الطلاب الاشتراكيين و رابطة العمل الإسلامي و تكلم كذلك الدكتور محمد دياب عضو مجلس الشعب و أستاذ اللغة الصينية في جامعة عين شمس . كلامه صراحة أعجبني كثير او لكني لن أذكره هنا لأني لم أكتبه صراحة .

من المواقف الطريفة التي حدثت أنه عند نهاية المؤتمر قال الأستاذ محمد عبد القدوس أنه إذا تعرضتم عند خروجكم لأي مضايقات أمنية فكلموني على المحمول مباشرة و حينها اندفع الطلاب نحوه و أخذوا رقمه و بعد ما أخذ أحد الطلاب الرقم قاله له " أستاذ محمد ايه بقى ؟" عندها نظر إليه الأستاذ محمد و تركه .

في الختام عندي تعليق على ما حدث . لم أكن مستريحا لما يجري هناك . قد يعود هذا إلى إني غير اجتماعي بالدرجة الكافية و لا أستطيع التعامل بسهولة مع من يحمل فكر آخر غير فكري أعلم أنه ليس هو الحق كاملا أو لا يأخذ مرجعيته من القرآن و السنة . بغض النظر عن صحة الكلام فهي تجربة مفيدة نوعا ما . الأمر الآخر إذا كنت أنا كإخوان سأتعامل مع تلك الشريحة من الطلاب المحبين للثورة الذين تغلبوا على أحد أكبر مشاكل الشعب المصري ألا و هي الخوف و خرجوا للشوارع مطالبين بحقوقهم (و هي مشكلة كبيرة بالنسبة للنظام الذي يحاول أن يملأ نفوس الشعب بالخوف .. و بعد ذلك يجد مجموعة من الطلاب يخرجون له بالاعتراض العلني في الشوارع ويدعون إلى الغضب فهي مشكلة كبير بالذات أنهم تيار غير الإخوان فهي قد تكون بداية نهايته ) فمن واجبي كصاحب دعوة أن أوصل دعوتي إليهم .. من وجهة نظركم هل الإنسان الملتزم شعائريا و لكنه لا يرى بالعمل السياسي أو لا يؤيد الخروج على الحاكم أو الخروج حتى في مظاهرات أو المشاركة في إضرابات و لكنه يحب الله و رسوله و كلامهم مقدم على أي كلام و ملتزم شعائريا ، هل إيصال رسالة الإسلام الصحيحة لهذا الشخص أسهل أم الشخص الآخر و هو من ليس ملتزم دينيا و حتى قد يكون علمانيا و لكنه يحب "الحق المادي" أي أنه لا يسكت عن حقه و عنده استعداد أن يسجن و يتعرض للإيذاء في سبيل المطالبة بحقه و قد تغلب على الخوف من الفرعون و هو الداء العضال في شعبنا . هل هدايته أسهل على غرار " خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام ، إذا فقهوا " . أرجو الإجابة من حضراتكم

Thursday, March 12, 2009

عمر البشير .. و النذير



الجيش العربي سوداني .. سامع خطوته بوداني
الرئيس السوداني مطلوب للمحاكمة دوليا بتهمة ارتكاب مجازر جماعية و جرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان . هذا الإقليم الذي وقف شوكة في حلقه بعد أن طالبوا باستقلال و حكم ذاتي . هذا الإقليم الذي يغلب عليه المسيحيين طالبوا باستقلال و بدؤوا في ذلك جديا الأمر الذيء الذي دفع الولايات المتحدة و إسرائيل إلى التفكير في إكمال المخطط مع أنه لم يستبب لهم الأمر في فلسطين و العراق و لكنها فرصة لن تعوض . دعموهم بالسلاح كعادة الأعداء العمل على تفتيت عدوهم و تقسيمهم حتى لا يفيق أحدهم لمحاربة العدو الصهيوني الذي ينخر في بدننا منذ زمن بعيد . يقسموننا كما قسمونا في سايكس بيكو . الرئيس البشير اتفق مع جميع الفصائل على إقامة استفتاء عام 2011 لاستبيان رأي الشعب السوداني بكل طوائفه حول التقسيم . سمعت معلومة لست متأكدا منها أن البشير أراد أن يكثر تواجد الإسلاميين في الجنوب حى إذا ما جاء موعد الاستفتاء حصل على ما يريد على أساس أن المسلمين لن يصوتوا للنصاري حتى و إن كان الطرف الآخر حاكم ظالم و لكنه على الأقل لم ينزع ربقة الإسلام من عنقه . الرئيس السوداني ارتكب جرائم قتل لأولئك المقيمين في دارفور فهم يمثلون شوكة في حلقة . فقام المدعي العام لويس أوكامبو لدى محكمة الجنايات الدولية بتقديم مذكرة في البشير . و لكن الملفت للنظر أنه لم يقدم مذكرة في " ليفني " فهي ترتكب جرائم الحرب كما تتنفس بالظبط . جرائم الحرب ترتكب من 48 و لا يخفى على أحد المجازر و أقربها لنا مجزرة قطاع غزة . لم يقدم مذكرة في " بوش " بخصوص جوانتانامو و فضيحة أبو غريب . لم يقدم مذكرة في أي رئيس عربي بخصوص التعذيب في المعتقلات . و لكن يبدو أنه لم يحن دورهم في " النوتة " الصهيونية الأمريكية حتى الآن و لكن من المؤكد أنهم كلهم هيتبهدلوا و كل رئيس له وقته و له طريقته . فصدام حسين كان أسلحة دمار شامل و البشير جرائم حرب .. الله أعلم ريسنا ما هي جريمته و لكن من السهل جدا أن يجدوا له حجه فهو بالمصطلح العامي " بلاويه متلتلة " و حتى إن لم يكن له جرائم فيكفي أنهم يريدون أن يحاكموه . أليس هذا ما فعله بوش عندما احتل العراق و ضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط . المخطط الصهيوني يسير و يسير و يسير . هذا ما أشعر به بقوة . إذا تم احتلال السودان فإن مصر أصبحت في وضع حرج جدا جدا . منابع نهر النيل في أيديهم غير ذلك فإنهم قد عملوا ما يشبه كمّاشة علينا . أعتقد أن مبارك الآن يحسب حساباته . الوضع أصبح خطرا أكثر من اللازم . فالبشير سيكون عبرة لهم كما كان صدام و ستدور دائرة السوء عليهم . فعمر البشير ... سيكون النذير .

Tuesday, March 10, 2009

آل البيت , الأخير



سنتحدث هنا في آخر موضوع عن بعض الخلافات بين أهل السنة و بين الشيعة
زواج المتعة
ثمة خلاف واضح بين السنة و الشيعة – و نعني الشيعة الإمامية – في حكم زواج المتعة أو " عقد الانقطاع " و هو زواج مؤقت و العقد فيه موقوت بأجل محدد و لقد كان هذا الزواج معمولا به في عهد النبي ثم نسخ الحكم و لكنهم يقولون أن عمر هو الذي حرمه لأنه راي فيه رأيا غير كريم . و الإمامية قد انفردت بالقول بجواز مشروعيته معتمدين على الآية الكريمة " فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة " و هم متسكون بهذا الزواج حتى اليوم و يرون أنه ضروري للمسافر ففيه عصمة له و لو أن المسلمين عملوا به على أصوله الصحيحة من العقد و العدة و حفظ النسل لانسدت بيوت الدعارة و أغلقت المواخير ابوابها و لكثرت المواليد الطاهرة و استراح الناس من اللقطاء . وقد وضعوا للمتعة نظاما يحفظ للولد حقه و ينسبه إلى أبيه إذ لابد بعد زواج المتعة من عدة و هي حيضان إلى غير ذلك من الشروط الأخرى في فقه الشيعة .
الطلاق
و ما دمنا قد تحثنا عن الزواج المؤقت عند الإمامية فلا بأس أن نتعرض للطلاق عندهم . فهم قد وضعوا للطلاق قيودا كثيرة أهمها أن الطلاق لا يتم إلا في حضور شاهدين عدلين و بغير هذين الشاهدين يكون الطلاق باطلا و هم يرون أن الطلاق بتلك الشروط فيه صون للاسرة و لعل الشهود يحولون بين الزوجين فيصلحون بينهما .
التقية
التقية و ما أدراك ما التقية ، إنها لتقية و تقية . التقية معناها المداراة و أكثر فرق الشيعة تقول بها كأن يحافظ الشخص على ماله و عرضه و دينه بالتظاهر باعتناق عقيدة لا يؤمن بها بينه و بين نفسه . و قد كانت التقية سببا في خروج كثير من الناس على أئمتهم من الشيعة لأن الإمام كان يبدي رأيا في مسألة بعينها ثم لا يلبث أن يبدي رأيا يناقضه فإن سئل عن ذلك نسب الأمر إلى التقية و قال الإمام أن له أن يجيب بما أحبب و كيف شاء لأن ذلك يرجع إليه و هو أعلم بما يصلح الناس و ما فيه بقاؤه و بقاؤهم . و يؤكد آية الله الخميني كبير علماء الشيعة و إمامهم في عصر ليس ببعيد أن التقية جزء من العقيدة فيقول " إن كل من له قدر من التعقل يدرك أن حكم التقية من أحكام الإله المؤكدة فقد جاء ان ملا تقية له لا دين له " .
و قد كانت التقية أحد الموضوعات التي أهمت العلامة الشيعي المعتدل الكتور موسى الموسوي في كتابه التصحيح فأفرد لها فصلا طوبلا أوضح فيه إنكاره لها و أنها لا تليق بالمسلم إلا في حالة واحدة لخصها الإمام محمد الباقر في قوله : إنما حلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية ، و لقد نفى الدكتور الموسوي أن يكون أحدا من الأئمة قد عمل بها ابتداء من الإمام علي و انتهاء بالعسكري .
زيارة قبور الأئمة ثوايها الجنة
يعتقد الشيعة بأن من يزور قبور أئمتهم أو يساهم في بنائها ينال ألوانا من الثواب لا نهاية لها و لا آخر و ينالون شفاعة الرسول و يأخذون ثواب سبعين حجة غير حجة الإسلام و تمحى خطاياه .
و من العبادات المعروفة عند الشيعة أنه ميقيمون مجالس العزاء في شهر محرم و أن آية الله الخميني لا يحب أن يترك هذه المناسبة حتى يجعل لها أصولا دينية و غايات مذهبية و لا بأس عنده أن ينال من صحابة رسول الله في سياق حديثه فيقول " إن مجالس العزاء تقام لدى الشيعة في كل مكان و مع ما في هذه المجالس من نقص إلا أنها تروج تعاليم الدين و أخلاقياته و تشيع الفصيلة و مكارم الأخلاق و الدين الإلهي و الثانون الإلهي المتمثل بالمذهب الشيعي المقدس الذي يدين به أتباع علي عليه السلام و لولا ذلك – يعني لولا مجالس العزاء – لكان الشيعة في عزلة تامة و لاولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي و كانت المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعده و هدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق "
تحريف المصحف
هناك جماع من المسلمين أن الكتاب السماوي الوحيد الذي سلم من التاحريف هو القرآن الكريم و أن الله تعالى تكفل بحفظه " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " غير أن المتابع لجمهرة من علماء الشيعة يرى غير ذلك و الذين لم يقولوا بتحريفه قالوا بإمكانية حدوث ذلك .
يقول الخميني " لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام و القرآن إلا لأغراض الدنيا و الرئاسة كانوا يتخذون من القرآن وسلة لتنفيذ اغراضهم المشبوهة و يحذفون تلك الآيات من صفحاته و يسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد " و يقول أيذا " إن النبي أحجم عن التطرق للإمامة في القرآن لخشية أن يصاب القرآن من بعده للتحريف أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك على الإسلام " لإن آية الله الخميني يقول بترجيح تحريف القرآن بسبب النص على أن الإمامة وظيفة إلهية كالنبوة و يوحي في الموضع الثاني أن القرآن من صنع النبي و هما بادرتان لهما خطرهما لأنهما صادرتان من أكبر مرجع شيعي في هذين العقدين من الزمان . و يبقى لنا أن نتساءل : هل لما قاله الخميني جذور في أصول المذهب ؟ إن الباحث سيجد الإجابة بالإيجاب حيث ان الكليني ذكر في كتابه " الكافي " و هو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة أن جابرا الجعفري قال " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرىن كله كما انزل إلا كذب ، و ما جمعه و حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الصحابة من بعده " و لكن العجيب أن من الأخبار المعتمدة عن جابر الجعفي أنه كان كذابا ، حيث قال الإمام أبو حنيفة : ما رأيت أفضل من عطاء و لا أكذب من جابر الجعفي .
شتم الصحابة
من الأمور التي تدعو إلى الحزن و الأسى ما درج عليه بعض علماء الشيعة و كبارهم من شتم صحابة رسول الله و سبهم بأقذع النعوت و في مقدمتهم أبو بكر و عمر و عثمان و أمهات المؤمنين عائشة و حفصة – رضي الله عنهم أجمعين - .
إن آية الله المامقاني يصف أبا بكر الصديق بالجبت و يصف الفاروق عمر بن الخطاب بالطاغوت و هذه الألفاظ من الشتم و السب لكل من الصديق و الفاروق يرددها بعض الشيعة الإمامية في دعاء لهم يسمى دعاء صنمي قريش و هذا الدعاء مسطور في كتاب " مفتاح الجنان " الذي هو عندهم بمنزلة كتاب " دلائل الخيرات " عند عامة المسلمين و منه قولهم " اللهم صل على محمد و على آل محمد و العن صنمي قريش و جبتيهما و طاغوتيهما و ابنتيهما " إن الابنتين المقصودتين في هذا الدعاء بطبيعة الحال هما أم المؤمنين عائشة و أم المؤمنين حفصة و في ذلك يقول العلامة الشيعي المعتدل : إن الاختلاف في الرأي بين الشيعة و السنة اتخذ طابعا حادا و عنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح في الخلفاء الراشدين و بعض أمهات المؤمنين بعبارات قاسية و عنيفة لا تليق بأن تصدر من مسلم في حق مسلم .

Monday, March 2, 2009

آل البيت , الثالث


الشيعة الإمامية :
هم جمهور الشيعة الذين يعشون بيننا هذه الأيام ، و الإمامية ليست فرقة واحدة بل هي فرق كثيرة متعددة على أن أشهر الفرق الإمامية هي فرقة ( الاثنا عشرية ) المعاصرة لنا و التي تعيش في بلداننا الإسلامية و هذه الفرقة نفسها يطلق عليها أيضا الجعفرية من باب تسمية العام بالخاص كما يطلق عليها الإمامية من باب تسمية الخاص بالعام كما يطلق عليها الاسم العام و هو الشيعة .
و لقد سموا بالاثنا عشرية لأنهم يؤمنون باثني عشر إماما متتابعين هم : علي المرتضى – الحسن المجتبى – الحسين الشهيد – علي زين العابدين السجاد – محمد الباقر – جعفر الصادق – موسى الكاظم – علي الرضا – محمد الجواد التقي – علي الهادي النقي – الحسن العسكري الزكي – محمد المهدي القائم بالحجة . و تسمى هذه الفرقة أيضا بالجعفرية لشيء مهم ألا و هو أنها تستمد فقهها و أمور دينها من فقه الإمام جعفر الصادق .
و الإمامية يزيدون على أركان الإسلام الخمسة ركنا آخر هو الاعتقاد بالإمامة أي أنهم يعتقدون أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة فكما أن الله يختار من يشاء من عباده للنبوة و الرسالة فإنه كذلك يختار من يشاء من عباده للإمامة و يأمر نبيه بالنص عليه و أن ينصبه إماما للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها سوى أن الإمام لا يوحى إليه كالنبي . فالنبي مبلغ عن الله و الإمام مبلغ عن النبي ، و يتمسك الإمامية بهذا الركن تمسكا شديدا لا سبيل إلى التهاون فيه .
و كل إمام لابد أن ينص على الإمام الذي بعده و هم يرون أن الإمام معصوم كالنبي من الخطأ و أن الإمام منزلة دون النبي وفوق البشر . و يرى الإمامية أن من يشاركهم في اعتقادهم في الأئمة كانوا مؤمنين ، أما من يقتصر على الأركان الخمسة دون الإمامة فهو مسلم مؤمن بالمعنى العام و لا يخرج من الملة ، و لكن الدرجات في الآخرة تتفاوت ، فالشيعة أولا ثم باقي المسلمين .
و يروون الأحاديث الكثيرة التي تدل أن النبي أوصى عليا و أن عليا أوصى الحسن و أن الحسن أوصى الحسين و هكذا حتى الإمام الثاني عشر و هو المهدي المنتظر على حد قولهم لكي يظهر في أي وقت حتى يملأ الأرض عدلا . و الاثنا عشرية بهذه المناسبة لا يقبلون الأحاديث من أي من الرواة أو المحدثين بل لابد أن تكون قد رويت عن طريق آل البيت عن جدهم علي بن أبي طالب ، أما ما يرويه أبو هريرة و غيره من المحدثين الرواة فليس لأحاديثهم عند الشيعة مقدار بعوضه فهم لا يعترفون بصحيح البخاري و مسلم و موطأ الإمام مالك و مسند الإمام أحمد . و لما كانت السيرة أو السنة هي المصدر الثاني للتشريع فبالتالي ستتسع الهوة بين الشيعة و السنة نتيجة لذلك الخلاف على الرواة و هو ما يتبعه الشيعة عند الحوار مع السنة فسيبدأ بإقناعك أن البخاري قد أخفى أحاديث آل البيت و عندما توافقه في ذلك لأننا للأسف نجهل الكثير . عندما تقتنع تكون قد ألقيت صحيح البخاري في أقرب (زبالة) و يبدأ المشوار معك حتى تصبح أخا شيعيا . كذلك صلاة الجمعة فإنها معطلة عند بعضهم لأنها لا تجوز طالما كان الإمام غائبا ، و صلاة العيدين عندهم فريضة و لا صلاة جماعة عندهم إلا في فريضة .
و الزكاة عند الشيعة كما هي عند السنة و هناك زكاة أخرى عندهم هي " الخُمس " و هم يعتبرونها حقا فرضه الله لآل محمد عوضا عن الصدقة التي حرمها الله عليهم من زكاة الأموال و هي ستة أسهم : ثلاثة منها تدفع للإمام إن كان ظاهرا و لنائبة ( و هو المجتهد العادل ) إن كان الإمام مستترا . و ثلاثة أسهم للفقراء و المحتاجين من بني هاشم .

Thursday, February 19, 2009

آل البيت , الثاني



نشأة الشيعة و ماهيتها :
إذا قلنا شيعة فلان كان القصد من ذلك أعوانه و أنصاره فالشيعة يطلقون على أنصار علي بن أبي طالب بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان و مهما كان الأمر فالشيعة يرون أن التشيع عقيدة دينية خالصة و هناك آخرون يرون أن التشيع فكرة سياسية خالصة و هناك أيضا من يرى أن التشيع وجدان عاطفي خالص ، فأما الذين يذهبون إلى أن التشيع عقيدة دينية فحجتهم الحديث الشريف حين انصرف النبي من حجة الوداع في غدير خم و قال " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " و رأى الشيعة في ذلك وصية لعلي بأن يكون أميرا للمؤمنين و إماما للمسلمين و على ذلك تكون إمامة علي للمسلمين في نظر الشيعة إمامة حتمية يفرضها الدين و تحتمها العقيدة و من هنا ذهب أكثر الشيعة إلى أن خلافة أبي بكر و عمر و عثمان كلها باطلة بل من الشيعة الغالية من كفّر الثلاثة الكرام .
أما من تشيع لعلي عن فكر سياسي فيتثل في إجماع الفرس حتى اليوم على التشيع لآل علي و المنطق في ذلك أن الفرس يعتقدون بانهم أنسباء الحسين لأنه تزوج من "شهربانو" أو "سلافة" ابنة يزدجر بعد أن وقعت أسيرة و لقد أنجبت سلافة علي زين العابدين ، إذن فهم أخواله . فتشيعهم لا يمكن أن يقال أنه عقيدة دينية خالصة بل هو أقرب إلى تشيع العصبية . و تشيع العصبية يساوي تشيع السياسة .
و الذين يرون أن التشيع فكرة وجدانية عاطفية ليس لها علاقة بالعقيدة الدينية و ما واكب ذلك من اشتراعات دينية محددة ، يقولون إن آل بيت الرسول ينبغي حبهم و تكريمهم و التعلق بهم لأنهم أهله و عترته و أحبابه ، فإذا ما نظرنا إلى ما حلّ بآل البيت من تعذيب و تشريد و تقتيل كان من الطبيعي أن يتعلق بهم حبا و شفقة . هذه المحن اللتي حلت بآل البيت قد جعلت كثير من المسلمين يتشيعون لهم و يتعصبون تشيع عاطفة و تعصب حب ، لا تشيع عقيدة دينية خالصة ترتكز على أصول عقائدية معينة .
أشهر الفرق الشيعية :
كانت الفرق الشيعية كثيرة الأسماء متعددة الاتجاهات اختلفت مذاهبها فبعضها التزم جانب القصد و الاعتدال و بعضها جنح إللا الغلو و الضلال . لقد ذكرت كتب التاريخ بعض الفرق الشيعيى التي بادت و اختفت منها (السبئية) التي كانت تنادي بألوهية علي و كان رأس هذه الفرقة اليهودي عبد الله بن سبأ و منها (الكيسيانية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن علي بن أبي طالب المشهو باسم محمد بن الحنفية نسبة إلى أمة التي كانت من بني حنيفة ، و تنتسب هذه الفرقة إلى كيسان مولى علي بن أبي طالب و كانت هذه الفرقة تعتقد أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل يعيش في جبل "رضوي" و عنده عين من ماء وعين من عسل !
و سبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيّب لا يرى فيهم زمانا برضوى عنده عسلو ماء
و من هذه الفرق الغالية فرقة (المغيرية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعرف بمحمد النفس الزكيّة و نحن لا نكاد نرى بين هذه الفرق الشيعية التي انقرضت غرقة واحدة معتدلة إلا (التوابون) من التوبة لشعورهم بالذنب و إحساسهم بالندم لأنهم الذين وجهوا الدعوة إلى الحسين بن علي لكي يلحق بهم في العراق و قد بايعوه بإمارة المؤمنين ثم لم يلبثوا أن انفضوا عنه حتى لقي ربه شهيدا على النحو المحزن المعروف .
كل هذه الفرق كانت غالية و بعيده كل البعد عن الاعتدال بل منها من كان قائما لإشعال الفتنة مثل السبئية التي كان قائدها اليهودي عبد الله بن سبأ فهذه من الحق و الإنصاف ألا نعتبرها من الشيعة أصلا . المهم أنه إذا أطلق لفظ الشيعة الآن فإنه لا يقصد به تلك الطوائف بل يقصد به غالبا الشيعة الإماميّة و هي المنتشرة في زماننا هذا و تلك الفرقة هي موضوعنا القادم إن أحيانا الله و سنتحدث عن بعض مواطن الخلاف بينهم وبين أهل السنة والجماعة و إلى اللقاء في حلقة قادمة و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

Saturday, February 7, 2009

آل البيت , الأول



ترددت قبل الكاتبة في هذا الموضوع فهو شائك و كثير من الناس قالوا لي أنه ليس وقته المناسب و لكن إن لم يكن هذا وقته فمتى وقته . إذا حدثت حرب بين الشيعة و اليهود أو الكفار تجد المشايخ يقولون إنهم شيعة يسبون الصحابة لا يجوز الدعاء لهم و إذا جاء وقت السلم قال الناس هناك أولويات . فمتى الوقت إذا .
أعتقد شخصيا أن ما ليس وقته هو الخوض في أنهم يجب محاربتهم و عدم مساندتهم بل من الأولى أن نتصدى لعدونا المشترك و الأخطر و هم اليهود و من ساندهم . و لكن الشيء الذي أرى أن هذا وقته هو معرفة عقيدتهم بغض النظر عن مساندتهم و موقفنا منهم . يجب على كل واحد فينا أن يعرف ما هو المذهب الشيعي . و ما الفرق بيننا و بينهم . هل هي خلافات فرعية أم أنها خلافات في صميم العقيدة هل تخرج من الملة أم لا تخرج من الملة . هل الشيعة شيء واحد أم أنهم فرق و ملل و نحل . هذا ما يجب أن يهرفه كل منا .
سأتكلم عن الشيعة لأكثر من سبب . لأنني حصلت أخيرا على كتاب أعطاني إياه صديقي الذي أحبه في الله كثيرا جدا و أشكره على الكتاب كثيرا , الكتاب هو " إسلام بلا مذاهب " للدكتور "مصظفى الشكعة" عميد كلية الآداب بعين شمس . الكتاب لم يغير قناعاتي عن الشيعة و لكنه أعطاني المعلومات التي أبحث عنها . سأتكلم عن الشيعة أيضا لأني قد عايشت بعضهم عندما كنت أدرس في السعودية من مدرسين و طلاب حاول بعضهم أن يدعوني إلى مذهبه و لكنه لم يفلح . سأتكلم عن الشيعة أيضا لأن أحد أقاربي تحول من المذهب السني إلى المذهب الشيعي . حزنت عليه كثيرا و ناقشته وكلمته و كلمني و قال لي أنه يقرأ في الموضوع منذ عشر سنوات . حزين عليه كثيرا . سأتحدث عن الشيعة لأن الدكتور "أحمد راسم النفيس" - أحد كبار المذهب الشيعي في المنصورة و صاحب كتاب " على خطى الحسين " و كتاب " الطريق إلى مذهب أهل البيت " - عيادته في المنصورة في ميدان الطميهي تقع مباشرة بجوار عيادة أحد أقاربي و كن يذهب إليه و يكلمه عن فضل آل البيت و عندما ذهب قريبي إلى أبي وحكى له عن الموقف عرف أبي القصة و أنهم في البداية يذكرون لك فضل آل البيت مع أن السنة لم ينقصوا من فضلهم و لا قدرهم . ثم بعد ذلك يبدؤون في الانتقاص من الصحابة الآخرين و هذا ما فعله "أحمد راسم" بالظبط عندما قال لقريبي هذا في النهاية " أبو بكر ده لا صدّيق و لاحاجة "
في بداية الحديث سنتحدث من منطلق عقدي فقط لن أتكلم و لن أتداخل في أصول العلاقات لسياسية سنتكلم عن سياستهم في إشارات عابرة و لكن نريد أن نوضح نقاط .
بالنسبة لحكامنا إذا وجدتهم يصعدون في المؤتمرات يسبون فيهم فاعلم أنها مصلحتهم السياسة ليست إلّا . لا تتوقع أن أحمد نظيف يخرج لينقص من قدر حسن نصر الله لأنه شيعي . نظيق يضع يده في يد اليهود أصلا . فهو لا يفرق معاه شيعي و لا سني و لا زنديقي و لا حتى عبدة الشيطان . هو يتخذ المواقف على قدر مصلحته فقط لا غير .
النقطة الثانية نحن نحدد علاقتنا بالآخرين على أساس العقيدة فأصدقائي الذين أحبهم كثيرا لو تحول واحد منهم إلى النصرانية ستختلف معاملتي له تماما و كما تعلمون فإن أوثق عُرى الإيمان الحب في الله و البُغض في الله , و نبدأ إن شاء الله من المقال القادم

Thursday, February 5, 2009

متفرقات


عندما سمعت أن إيران أطلقت قمرا صناعيا احتفالا بالذكرى الثلاثين لانطلاق الثورة الإيرانية بقيادة الخميني , شعرت أن الشيعة يعملون بقوة و في صمت و أنهم كالإخوان من حيث التخطيط بل يتقدمون أسرع من الإخوان .

أريد أن أعرف أكثر عن القضية الفلسطينية , أبحث عن كتاب شامل كامل يحكي عن تلك القضية .

عندما ذهبت إلى القاهرة وحدي لزيارة معرض الكتاب لأول مرة بعد أن تخلي عني كل من توقعت أن يكون بجانبي لا أدري أكرهت القاهرة أم أحببتها و لكني كنت سعيد بتلك الرحلة , ولكن القاهرة قهرتني .

عندما توضع أمام أمر كبير , يجب أن تراجع علاقتك بالله سبحانه و تعالى لأنك لن تنجز الأمور بـ(فهلوتك) و لكنه التوفيق من الله , وحده التوفيق .

عندما سمعت منه قصة كعب بن مالك عندما تخلف عن غزوة تبوك بعدما أمر الرسول صحابته أن يقاطعوه و لا يكلموه و كان يقول " كنت ألقي على الرسول السلام فلا أدري أرد علي أم لم يرد " و عندما ذهب إلى ابن عمه و تسوّر عليه المنزل و قال له " ألا تعلم أني أحب الله ورسوله (ثلاثا) " فأجابه " لا أدري " حينها بكى كعب . كنت أريد أن أبكي حينها ولكنها قسوة القلب . حينها استشعرت نعمة الأخوة في الله .

عندما سمعت من أحد أصدقائي أن الاحتلال صهيوني بدأ عمليته العسكرية على غزة , أول ما فكرت فيه و أول ما تذكرته كانت فرحة حماس و كلمة الأستاذ إسماعيل هنية في مهرجان الانطلاقة و قارنت بين الحالتين و حزنت .

أحاول تنظيم وقتي و تعديل نومي .

تركيا , لماذا الآن ؟

Friday, January 23, 2009

أثناء القصف


موقف حصل أثناء العدوان اليهودي على غزة :
واحد صاحبي ربنا يكرمه يا رب و يوفقه قال لي أنه عايز يقول كلمة ف مسجد عندنا بعد الصلاة عن غزة و واجبنا ناحيتهم .. ربنا يكرمه قال لي تعالى ف الصلاة الفلانية قبل الصلاة بشوية . عرفت بعد كده أنه كان ناوي نجمع تبرعات لغزة . لكني كعادتي السيئة ذهبت متأخرا و دخلت في وسط الصلاة . بعدما سلم الإمام طلع أخونا الله يكرمه استأذن من الإمام قال له " ممكن أقول كلمة " ، قال له " اتفضل " . بدأ أخونا و قال" بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله . طبعا كلنا شايفين اللي بيحصل ف غزة اليهود بيقصفوهم قصف متواصل و بالتواطؤ مع مصر للأسف ........ " لا أدري أكانت هذه الجملة الأخيرة في محلها أم لا . أنا متأكد أنها صحيحة لكني لا أدري أكان هذا وقته أو هذا ما حضر أهله . لكن المهم ما إن قالها أخونا كنت أنا لسه بأجيب الركعات المتأخرة عليا سمعت صوتا خارجا من أحد المصلين " لاااااا مصر طول عمرها أم العرب " قلنا ف نفسنا صباح الفل . أدينا بدأنا . طبعا صاحبنا سكت لغاية لما الناس كملت كلامها و تعالت الأصوات و الإمام الله يسامحه قال له " عايز تتكلم يبقى تتكلم في حاجه م الصميم الدين " أليست غزة من صميم الدين ! حاجه تزعل و الله . كمل الإمام كلامه " أنتم شباب متحمسين احنا عاشرنا حرب ( على ما أذكر ) 68 . كان الفلسطينيين بيسلمونا لليهود " و كل ما ييجي حد يتكلم عن موضوع غزة يقول الكلمتين دول " كان الفلسطينيين هما اللي بيسلمونا لليهود " كل المسجد بقى محلل سياسي و بيتكلم و فيه واحد رمى كلمة على حسن نصر الله لما كان بيدعوا المصريين إلى نزول الشوارع للضغط على الحكومة . متفهمش ايه اللي دخل حسن نصر الله ف الموضوع . الموضوع كان عن غزة ايه اللي دخل حسن نصر الله ف الموضوع . بعد ما الكلام هدأ بدأ أخونا يكمل كلمته . الحمد لله كان واثق من نفسه و اتكلم عن واجبنا و اتكلم عن المقاطعة . كانت كلمة موجهة و جميلة ما شاء الله . بعد ما خلص كلمته ناداه واحد من الحضور و طبطب ع الأرض إشارة إلى أنه يقعد جنبه . الراجل ده هو اللي قال " لااااااا مصر طول عمرها أم العرب " المهم قعد يكلمه شويه و الناس برضه بتتكلم . بأقولكم كله كان بيتكلم . أنا بقى واقف مش عارف أدخل ف الحوار . أنا دمي بيفور بسرعة . بأتنرفز بسرعة . المهم قمت رميت كلمة للراجل ده قلت له . " دلوقتي الناس عماله تتضرب . ليه المعبر مش مفتوح ؟ " رد عليا بإجابة غريبة جدا " قال لي المعبر مفتوح " . مفتوح ! مفتوح ازاي ! أمال الناس اللي طالعه مظاهرات دي و قارفه نفسها و شغالة " أول مطلب للجماهير .. فتح المعبر طرد سفير " الناس دي مش واخده بالها و طالعه تزعق و خلاص ؟ يمكن قصده أن المعبر مفتوح لعبورالمرضى . يبقى فهم غلط . هرد عليه بقول الشاعر ف مظاهرة تانية بقى . مش عارف ايه حكاية المظاهرات معايا مع إنهم بيقولوا إن الخروج في مظاهرات لنصرة غزة يعتبر إلهاء عن ذكر الله . المهم الشاعر كان بيقول " فتح المعبر للأحياء .. مش للمرضى و للأشلاء " الحوار انتهى و الناس مشيت و بعدها اكتشفنا أن الراجل ده ف الجيش كان ع الحدود مع رفح يعني دماغة متعبية عناكب . المهم بعد ما خرجنا من المسجد كنت قرفان جدا من كلام الناس . الناس بتتضرب بالصواريخ و حتى الإمام اللي بأقولكم عليه ده لما جاله واحد بعد صلاة الفجر ف أول يوم للقصف . بيقول له أنت ليه مدعتش لغزة ؟ قام قاله الكلمتين نفسهم بتاعته " دول كانوا بيسلمونا لليهود " . الراجل قاله " دي مش قضية فلسطينيين و مصريين . دي قضية المسجد الأقصى " قال الإمام " و فيه ناس كمان بتقولنا ممنوع تدعي ع اليهود و الأمريكان " طبعا يقصد الأمن . أيوه الأمن بيقعد مع أئمة المساجد يقول لهم كده. من ساعتها و الله الإمام ده وقع من عيني بعد ما كنت باحترمه . و أكمل الإمام كلامه : " طب ما أنا لو دعيت و اتمسكت يبقى أنا كده حرمت الناس من دعوتي . الداعية الفطن ميعملش كده " محسسني أنه حامل الدعوة ف الحي عندنا . يا راجل بلا كلام فاضي بلا بتاع . اتضايقت منه و الله . الراجل قاله باللفظ " مين أبو شخة ده اللي بيقولك متدعيش " معذرة ف اللفظ بس هما كده فعلا . آه و الله هما كده . موقف حصل مش عارف رأيكو فيه ايه . بس ع العموم أخونا خد الثواب و برأ ذمته قدام ربنا سبحانه و تعالى . و هما بقى يشوفوا هيقولوا ايه لربنا . خلي أبو شخة ينفعهم . معلش ف اللفظ تاني أصله عاجبني أوي :D