Sunday, November 15, 2009

تشجيع المنتخب بين التأييد و الرفض - تحليل للواقع



فتح التلفاز سمع عن اقتحام الأقصى ، آلمه الأمر من الداخل .. من الصميم . اتصل هاتفيا بأصدقائه اتفقوا على أن يلقي كلمة عن الأقصى في حشود الطلاب في جامعته الكبيرة نوعا ما . كانوا لا يحتاجون سوى مكبر الصوت . اتفقوا على كل شيء و أدخلوا مكبر الصوت سرّا إلى الجامعة . لأنهم يعلمون أن ما يفعلونه قد يفصلوا من أجله أما لو اتفقوا على إنشاء حفلة غنائية سيدخلوا بأكبر السماعات من البوابة الرئيسية . لا يهم فقد تبدلت الفطرة ، المهم أنهم أدخلوا كل ما يحتاجون ، بعد تمام الأمر لم يقتنع معظم الطلاب لكنه شعر بسعادة داخلية حيث أنه رأي ااتأثر على وجوه بعض الطلاب و لأأداء بعض ما عليه و أنه فعل السبب و النتيجة ليست بيدي . خرج هو و أصحابه من البوابة و معهم مكبر الصوت طبعا و هي المشكلة الوحيدة المتبقية لديه . كان يظن أن الأمر سيمر بسلام . سيخرج من البوابة سيسير في الشوارع الجانبية قليلا حتى يضلل من يمشي وراءه إذا كان هناك أحد أصلا .. خرج ركّز بصره على أحد الشوارع الجانبية ليمشي فيه حيث إن التركيز في هذا الوقت مهم جدا ، لا تتشتت و لا تختار من اختيارات متعددة . ركز على المكان المطلوب ثم امض مباشرة . عند خروجه من البوابة فإذا بالأمن قد أعد له مفاجأة عيد الميلاد . وجد عدد لا بأس به من المخبرين يركب موتوسيكلات صيني غير مرخصة . أيقن حينها أم الأمر سيكون مختلفا . دخل في الشارع الجانبي ثم بدأ في الركض بسرعة . كان دائما أصحابه يعيرونه بكرشه الكبير لكنه لم يكن يعبأ بذلك حيث انه حاول مرات و مرات أن يتخلص منه و لكنه لم يفلح . كان يردد دائما أن كرشي هذا جزء من شخصيتي سأتأقلم معه بقية حياتي . أيقظه من غفلته صوت زمارو الموتوسيكل خلفه . حاول أن يسرع و لكن كلما مر على ذهنه أنه يمشي على رجليه و الموتوسيكلات خلفه أيقن أنه لن يفلت . حاول أن يدخل في شوارع جانبية و لكن لا فائدة . بينما هو يمر في أحد الأزقة وجد شاب و فتاة قادعين على الرصيف بيتكلموا - أرجوك توقف هنا فلن أكمل القصة .. هنا الشاهد ، أرجوك انظر إلى التناقض ، مشاعر متضاربة ، هو يهرب من المخبرين لأنه تكلم عن الأقصى و هم جالسين بيبحوا بعض على الرصيف . كان يريد أن يمسك مكبر الصوت - الذي سبب له المتاعب و هو الآن على وشك أن يبات ليلة أو أكثر في الحجز - و يهشمه على رأسيهما ثم يقف مسلما نفسه . كان يقول في قرارة نفسه " الله يخرب بيوتكم أنتوا الاتنين ، أنتوا في ايه و أنا في ايه ! "
-
هذه هي الحياة . مليئة بالتناقضات . فرح و حزن .. سعادة و كآبة .. وفاة و ولادة .. سقوط و نجاح .. قبول و رفض .. سماح و منع
قد يكون عندك حالة وفاة في بيتك بينما جارك يحضر الزينة لحفل ابنته . بينما يُدخل عماد متعب الهدف الثاني لمصر و الذي أنقذها من الوقوع في فخ الانتظار لأربعة سنين قادمة لمحاولة الدخول لكأس العالم و بينما " هاج " الشعب المصري سواء في الاستاد أو أمام التلفاز أو في القهاوي . لا تستطيع أمّ في غزة كبح دموعها حيث إن بكاء أطفالها سبب لها صداع نصفي . عندما هاج الشعب سقط أحد المجاهدين في سجون الاحتلال إثر اهتزازاه الشديد بسبب إمرار شحنة لا بأس بها من التيار الكهربي في جسده الطاهر . عندما هاج الشعب صاحت امرأة في العراق وامعتصماه بعد أن دخل الجنود بيتها و شهموا رأس ابنها الرضيع . أرجوك لا تتألم إنها المتنقاقضات .
-
ذهبت مع أصدقائي لمشاهدة مباراة مصر و الجزائر في منزل أحد الأصدقاء . صراحة لم أكن مهتما بالمباراة . أخدت معي اللابتوب على أمل حل مسألة برمجة معقدة الحل بينما هم يشاهدون الماتش . طبعا بعد الاتهامات بإني " بترسم " بالجهاز و بدام جاي أتفرج على الماتش يبقى تقعد زيك زينا ، المهم و أنا رايح كان نفسي مصر تخسر - على فكرة أنا أعتقد إن ده مخالف للفطرة مش عارف ليه - عندما بدأت المباراة بدأت أحل المسألة و أكتب في الكود و أفكر و لا أخفيكم أصحابي كانوا متحمسين جدا فالعشرد قائق الأولى كانت على صفيح ساخن و أنا في حينها أتراشق الاتهامات بالبرود العصبي . المهم كان نفسي مصر تخسر لكن تلقائيا وجدت نفسي بشجع مصر . إنها الفطرة كما قلت لك . بعد انتهاء الشوط الأول انتهيت من الأمل في حل المسألة . وصلت فيها لمرحلة جيدة لكن لم أستطع أن أكمل .
أعطيت الجهاز لأحد أصدقائي و تفرغت للمباراة مع بداية الشوط الثاني تقريبا . كنت بشجع مصر طبيعي جدا و وفرحت عندما دخل الهدف الثاني حيث إنه بذلك أصبح أمام مصر أمل في دخول كأس العالم
2010 في جنوب أفريقيا . بداية هل من المعقول أن أتمنى خسارة مصر في المباراة لأنه كما نعلم جميعا أن المنتخب إذا دخل كأس العالم فلن يكون هناك شيء في بال المواطن و وجدانه إلا المنتخب و كأس العالم و الكورة ؟ و هل إذا تمنيت خسارة المنتخب أكون محسوبا على عديمي الوطنية ؟ أعتقد أنه من الفطرة كما قلت لكم تمني فو المنتخب .. فمن رأيي الشخصي أن الشعب يفرح أفضل من أن يحزن حتى لو في الكورة و أن نفوز أفضل من أن نخسر حتى لو في الكورة فقد نعتبره مجالا نتفوّق فيه و أتذكر كلمة الأستاذ عمرو خالد إن أمتنا مش متفوقة حتى في اللعب - يقصد بذلك الكورة - ، أضف إلى ذلك أن منتخب مصر به عدد لا بأس به من الملتزمين دينيا مثل أبو تريكة و أحمد فتحي بل إن منتخب مصر يُسَمى في الفيفا بمنتخب الساجدين فبسبب شهرة بعضهم مثل أبو تريكة فإنه بأي فعل يفعله فإنه يوصل رسالة للناس بسهولة مثلما فعل أيام حصار غزة عندما رفع الفانلة وكان مكتوب تحتها " تعاطفا مع غزة " و لكن المشكلة في أن الموضوع يأخذ أكبر من حجمه و يصبح هو الشغل الشاغل .
-
1. الشعب المصري خرج في مظاهرات بعد المباراة و وجوه الناس مليئة بالفرحة و السعادة فما زال هناك أمل في التأهّل لكأس العالم و لكن هل إذا دعونا هذا المصري لخروج مظاهرة أو وقوف وقفة سلمية في أحد الميادين في القاهرة نصرة للمسجد الأقصى و اعتراضا على ما يحدث في القدس من تهويد و حفريات هل سيخرج؟ .. بالطبع لا . هتقولي دي قضية خارجية و مش عارف ايه . طيب إذا افترضنا نفس الموضوع بس مش بالنسبة للأقصى . دعنا نقول بالنسبة للتوريث هل سيخرج مع إن معظم الشعب بيكره جمال مبارك أكثر من حسني مبارك فالرئيس الحالي كان رجل جيش . شارك في حرب أكتوبر . كان الذراع الأيمن للسادات . أما الوريث فهو بالنسبة لللشعب لا شيء . لا يوجد في ذاكرة المواطن المصري القوية مساحة لجمال مبارك فهو لا يحتل أي جزء حتى ولو ضئيل من ذاكرة المصريين لأن اهتماماته ليست اهتمامات الشعب و حتى لا يحاول أن يكون اهتماماته ذلك استنادا على تأييده لإلغاء الدعم . هل حينها سيخرج الناس اللي خرجت في المظاهرات ؟ سؤال مهم جدا بل أعتقد هو مربط الفرس . أنا الصراحة عندي تحليلين للموقف ده .
أولا : ضع عندك في الاعتبار أن تلك المظاهرات ليست مرتبة بل هي نية مبيتة عند كل شخص على حدة أو كل مجموعة أصدقاء على حدة . لماذا خرجوا في تكل المظاهرات و لم يخرجوا في غيرها . لأن الموضوع أهمهم من الداخل فهو يتمنى من كل قلبه أن يفوز المنتخب و لو على مصلحة وقته و مذاكرته و مشاغله . حتى لو اضطر أن يذهب إلى القاهرة من السابعة صباحا و يعود بعد منتصف الليل . حتى لو .. حتى لو .. إذن إذا نجح المواطن المصري في أن يقتنع بفكرة و تحتل جزءا من كيانه فهو على استعداد ان يضحي في سبيلها بأشياء كثيرة و أعتقد أن لذلك جند مصر هم خير أجناد الأرض .
ثانيا : أنه يعلم أن الأمر ليس فيه إيذاء للحكومة ، فالحكومة لن تعاقبه على فرحته بفوز المنتخب و لكنها ستعاقبه على حزنه من أجل الأقصى و هنا يظهر مشكلة خوف المصريين . أو قل خوفه من فعل شيء لا يمثل له أهمية أصلا . هذا تحليلي للموقف , ملاحظة : وجدوا في دراسة عالمية أن الشيئين الوحيدين اللذات يوحدان الشعب : الحرب و الكورة :D .

2. حضور جمال مبارك بدلا من الرئيس و هو ما أعتقد أنه أمر مقصود . حيث إن الفترة القادمة يحاولوا أن يزرعوا جمال بين الشعب . واحد من الناس . عادي خالص . من غير بدلة من غير كرافتة . فقط قميص و بنطلون و جاكت . و من يراه في حواره للشباب في أحد المؤتمرات تجده واقفل مشمرا كمي القميص . و تجده أيضا عند دخول الهدف الثاني واقفا يحتضن من حوله من رجال الحزب الوطني بدلا من أن يقف والده بالبدلة الرسمية مصفقا فقط محاولا رسم ابتسامة كئيبة على خديه المتدلدلين و طبعا لا يستطيع أن يحتضن أحد فربما لو فعلها لتفككت عظامه . إذن جمال مننا .. يهمه ما يهم الشعب و يغمه ما يغم الشعب . يحاولوا أن يخبروا الشعب بذلك لأنه بكل بساطة الرئيس القادم .

3. الأمر المحزن جدا هو تحول الأمر من مجرد كرة قدم إلى كره و حقد شديد بين البلدين . فالجزائريون الآن يكرهون المصريين و العكس صحيح . فنحن منعناهم من سرعة التأهل للمونديال بل ربما نمنعهم من التأهل أساسا . أحاول تخيل سيناريو لو كانت الجزائر فازت في القاهرة . أتوقع كان الجمهور الجزائري سيتم دفنه في الملعب . حدثت أيضا قبل المباراة مشاكل في الأتوبيس الذي ينقل لاعبي منتخب الجزائر . سواء كان الأمر صحيحا بأن المصريين هم من كسروا الزجاج أو أن الجزائريين هم من فعلوا ذلك من الداخل فالأمر يدل على وجود حقد دفين . ما حدث أيضا من اعتداء على مقر شركة مصر للطيران في الجزائر بعد المباراة . للأسف الموضوع أخذ منحنى آخر تماما . ظهر أيضا في بث المباراة أن أحد الجزائريات بعد المباراة و هي لا تزال في المدرجات أشارات بيدها إلى المصريين بحركة مش مضبوطة . بلد المليون شهيد و صاحبة انتصار أكتوبر . يكفي ردا عليهم قول الرسول : " بحسب امرأ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "

Sunday, November 8, 2009

متى سنرى الأقصى ؟

لم أستطع أن أخفي ابتسامتي حينما قام الأستاذ عمرو خالد في برنامجه الرائع " قصص القرآن - الجزء الثاني " و في حديثه عن قصة حياة سيدنا موسى و ذهابه لأحداث القصة الحقيقة .. لم أستطع ان أكتم فرحة قلبي حينما صعد على جبل في الأردن وقام بتصوير مسجد قبة الصخرة .. كان مشهد أكثر من رائع .. و لكن متى سنرى الأقصى رأي العين ..


-
مقال أكثر من رائع للدكتور راغب السرجاني هل يمكن أن يُهدم الأقصى ؟
-
حارب حارب يا فلسطيني لفك الحصار
صامد أنت يا فلسطيني لو مهما صار
فرحان لك و الله و بدعيلك أنا باستمرار
مستنياك الجنة و حلاوتها و عيشة الأحرار
من يوم ولادتك عايش حواليك النار
الناس يناموا و أنت صاحي لغدر الكفار
مسلم و العزة طبعك و بترفض الاستعمار
دينك ده حته منك و فلسطين بلد أحرار
الأقصى جواها ساكن و صلى فيه المرسلين
واجب علينا مفيش لكن .. لو أنا مسلم م المسلمين
الأقصى أمانة ف رقبتنا و المسلم للأمانة أمين
للأقصى سؤال ف آخرتنا و مين ساعتها هينفع مين؟
حارب حارب يا فلسطني لفك الحصار
صامد أنت يا فلسطيني لو مهما صار