Thursday, March 12, 2009

عمر البشير .. و النذير



الجيش العربي سوداني .. سامع خطوته بوداني
الرئيس السوداني مطلوب للمحاكمة دوليا بتهمة ارتكاب مجازر جماعية و جرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان . هذا الإقليم الذي وقف شوكة في حلقه بعد أن طالبوا باستقلال و حكم ذاتي . هذا الإقليم الذي يغلب عليه المسيحيين طالبوا باستقلال و بدؤوا في ذلك جديا الأمر الذيء الذي دفع الولايات المتحدة و إسرائيل إلى التفكير في إكمال المخطط مع أنه لم يستبب لهم الأمر في فلسطين و العراق و لكنها فرصة لن تعوض . دعموهم بالسلاح كعادة الأعداء العمل على تفتيت عدوهم و تقسيمهم حتى لا يفيق أحدهم لمحاربة العدو الصهيوني الذي ينخر في بدننا منذ زمن بعيد . يقسموننا كما قسمونا في سايكس بيكو . الرئيس البشير اتفق مع جميع الفصائل على إقامة استفتاء عام 2011 لاستبيان رأي الشعب السوداني بكل طوائفه حول التقسيم . سمعت معلومة لست متأكدا منها أن البشير أراد أن يكثر تواجد الإسلاميين في الجنوب حى إذا ما جاء موعد الاستفتاء حصل على ما يريد على أساس أن المسلمين لن يصوتوا للنصاري حتى و إن كان الطرف الآخر حاكم ظالم و لكنه على الأقل لم ينزع ربقة الإسلام من عنقه . الرئيس السوداني ارتكب جرائم قتل لأولئك المقيمين في دارفور فهم يمثلون شوكة في حلقة . فقام المدعي العام لويس أوكامبو لدى محكمة الجنايات الدولية بتقديم مذكرة في البشير . و لكن الملفت للنظر أنه لم يقدم مذكرة في " ليفني " فهي ترتكب جرائم الحرب كما تتنفس بالظبط . جرائم الحرب ترتكب من 48 و لا يخفى على أحد المجازر و أقربها لنا مجزرة قطاع غزة . لم يقدم مذكرة في " بوش " بخصوص جوانتانامو و فضيحة أبو غريب . لم يقدم مذكرة في أي رئيس عربي بخصوص التعذيب في المعتقلات . و لكن يبدو أنه لم يحن دورهم في " النوتة " الصهيونية الأمريكية حتى الآن و لكن من المؤكد أنهم كلهم هيتبهدلوا و كل رئيس له وقته و له طريقته . فصدام حسين كان أسلحة دمار شامل و البشير جرائم حرب .. الله أعلم ريسنا ما هي جريمته و لكن من السهل جدا أن يجدوا له حجه فهو بالمصطلح العامي " بلاويه متلتلة " و حتى إن لم يكن له جرائم فيكفي أنهم يريدون أن يحاكموه . أليس هذا ما فعله بوش عندما احتل العراق و ضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط . المخطط الصهيوني يسير و يسير و يسير . هذا ما أشعر به بقوة . إذا تم احتلال السودان فإن مصر أصبحت في وضع حرج جدا جدا . منابع نهر النيل في أيديهم غير ذلك فإنهم قد عملوا ما يشبه كمّاشة علينا . أعتقد أن مبارك الآن يحسب حساباته . الوضع أصبح خطرا أكثر من اللازم . فالبشير سيكون عبرة لهم كما كان صدام و ستدور دائرة السوء عليهم . فعمر البشير ... سيكون النذير .

Tuesday, March 10, 2009

آل البيت , الأخير



سنتحدث هنا في آخر موضوع عن بعض الخلافات بين أهل السنة و بين الشيعة
زواج المتعة
ثمة خلاف واضح بين السنة و الشيعة – و نعني الشيعة الإمامية – في حكم زواج المتعة أو " عقد الانقطاع " و هو زواج مؤقت و العقد فيه موقوت بأجل محدد و لقد كان هذا الزواج معمولا به في عهد النبي ثم نسخ الحكم و لكنهم يقولون أن عمر هو الذي حرمه لأنه راي فيه رأيا غير كريم . و الإمامية قد انفردت بالقول بجواز مشروعيته معتمدين على الآية الكريمة " فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة " و هم متسكون بهذا الزواج حتى اليوم و يرون أنه ضروري للمسافر ففيه عصمة له و لو أن المسلمين عملوا به على أصوله الصحيحة من العقد و العدة و حفظ النسل لانسدت بيوت الدعارة و أغلقت المواخير ابوابها و لكثرت المواليد الطاهرة و استراح الناس من اللقطاء . وقد وضعوا للمتعة نظاما يحفظ للولد حقه و ينسبه إلى أبيه إذ لابد بعد زواج المتعة من عدة و هي حيضان إلى غير ذلك من الشروط الأخرى في فقه الشيعة .
الطلاق
و ما دمنا قد تحثنا عن الزواج المؤقت عند الإمامية فلا بأس أن نتعرض للطلاق عندهم . فهم قد وضعوا للطلاق قيودا كثيرة أهمها أن الطلاق لا يتم إلا في حضور شاهدين عدلين و بغير هذين الشاهدين يكون الطلاق باطلا و هم يرون أن الطلاق بتلك الشروط فيه صون للاسرة و لعل الشهود يحولون بين الزوجين فيصلحون بينهما .
التقية
التقية و ما أدراك ما التقية ، إنها لتقية و تقية . التقية معناها المداراة و أكثر فرق الشيعة تقول بها كأن يحافظ الشخص على ماله و عرضه و دينه بالتظاهر باعتناق عقيدة لا يؤمن بها بينه و بين نفسه . و قد كانت التقية سببا في خروج كثير من الناس على أئمتهم من الشيعة لأن الإمام كان يبدي رأيا في مسألة بعينها ثم لا يلبث أن يبدي رأيا يناقضه فإن سئل عن ذلك نسب الأمر إلى التقية و قال الإمام أن له أن يجيب بما أحبب و كيف شاء لأن ذلك يرجع إليه و هو أعلم بما يصلح الناس و ما فيه بقاؤه و بقاؤهم . و يؤكد آية الله الخميني كبير علماء الشيعة و إمامهم في عصر ليس ببعيد أن التقية جزء من العقيدة فيقول " إن كل من له قدر من التعقل يدرك أن حكم التقية من أحكام الإله المؤكدة فقد جاء ان ملا تقية له لا دين له " .
و قد كانت التقية أحد الموضوعات التي أهمت العلامة الشيعي المعتدل الكتور موسى الموسوي في كتابه التصحيح فأفرد لها فصلا طوبلا أوضح فيه إنكاره لها و أنها لا تليق بالمسلم إلا في حالة واحدة لخصها الإمام محمد الباقر في قوله : إنما حلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية ، و لقد نفى الدكتور الموسوي أن يكون أحدا من الأئمة قد عمل بها ابتداء من الإمام علي و انتهاء بالعسكري .
زيارة قبور الأئمة ثوايها الجنة
يعتقد الشيعة بأن من يزور قبور أئمتهم أو يساهم في بنائها ينال ألوانا من الثواب لا نهاية لها و لا آخر و ينالون شفاعة الرسول و يأخذون ثواب سبعين حجة غير حجة الإسلام و تمحى خطاياه .
و من العبادات المعروفة عند الشيعة أنه ميقيمون مجالس العزاء في شهر محرم و أن آية الله الخميني لا يحب أن يترك هذه المناسبة حتى يجعل لها أصولا دينية و غايات مذهبية و لا بأس عنده أن ينال من صحابة رسول الله في سياق حديثه فيقول " إن مجالس العزاء تقام لدى الشيعة في كل مكان و مع ما في هذه المجالس من نقص إلا أنها تروج تعاليم الدين و أخلاقياته و تشيع الفصيلة و مكارم الأخلاق و الدين الإلهي و الثانون الإلهي المتمثل بالمذهب الشيعي المقدس الذي يدين به أتباع علي عليه السلام و لولا ذلك – يعني لولا مجالس العزاء – لكان الشيعة في عزلة تامة و لاولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي و كانت المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعده و هدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق "
تحريف المصحف
هناك جماع من المسلمين أن الكتاب السماوي الوحيد الذي سلم من التاحريف هو القرآن الكريم و أن الله تعالى تكفل بحفظه " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " غير أن المتابع لجمهرة من علماء الشيعة يرى غير ذلك و الذين لم يقولوا بتحريفه قالوا بإمكانية حدوث ذلك .
يقول الخميني " لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام و القرآن إلا لأغراض الدنيا و الرئاسة كانوا يتخذون من القرآن وسلة لتنفيذ اغراضهم المشبوهة و يحذفون تلك الآيات من صفحاته و يسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد " و يقول أيذا " إن النبي أحجم عن التطرق للإمامة في القرآن لخشية أن يصاب القرآن من بعده للتحريف أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك على الإسلام " لإن آية الله الخميني يقول بترجيح تحريف القرآن بسبب النص على أن الإمامة وظيفة إلهية كالنبوة و يوحي في الموضع الثاني أن القرآن من صنع النبي و هما بادرتان لهما خطرهما لأنهما صادرتان من أكبر مرجع شيعي في هذين العقدين من الزمان . و يبقى لنا أن نتساءل : هل لما قاله الخميني جذور في أصول المذهب ؟ إن الباحث سيجد الإجابة بالإيجاب حيث ان الكليني ذكر في كتابه " الكافي " و هو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة أن جابرا الجعفري قال " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرىن كله كما انزل إلا كذب ، و ما جمعه و حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الصحابة من بعده " و لكن العجيب أن من الأخبار المعتمدة عن جابر الجعفي أنه كان كذابا ، حيث قال الإمام أبو حنيفة : ما رأيت أفضل من عطاء و لا أكذب من جابر الجعفي .
شتم الصحابة
من الأمور التي تدعو إلى الحزن و الأسى ما درج عليه بعض علماء الشيعة و كبارهم من شتم صحابة رسول الله و سبهم بأقذع النعوت و في مقدمتهم أبو بكر و عمر و عثمان و أمهات المؤمنين عائشة و حفصة – رضي الله عنهم أجمعين - .
إن آية الله المامقاني يصف أبا بكر الصديق بالجبت و يصف الفاروق عمر بن الخطاب بالطاغوت و هذه الألفاظ من الشتم و السب لكل من الصديق و الفاروق يرددها بعض الشيعة الإمامية في دعاء لهم يسمى دعاء صنمي قريش و هذا الدعاء مسطور في كتاب " مفتاح الجنان " الذي هو عندهم بمنزلة كتاب " دلائل الخيرات " عند عامة المسلمين و منه قولهم " اللهم صل على محمد و على آل محمد و العن صنمي قريش و جبتيهما و طاغوتيهما و ابنتيهما " إن الابنتين المقصودتين في هذا الدعاء بطبيعة الحال هما أم المؤمنين عائشة و أم المؤمنين حفصة و في ذلك يقول العلامة الشيعي المعتدل : إن الاختلاف في الرأي بين الشيعة و السنة اتخذ طابعا حادا و عنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح في الخلفاء الراشدين و بعض أمهات المؤمنين بعبارات قاسية و عنيفة لا تليق بأن تصدر من مسلم في حق مسلم .

Monday, March 2, 2009

آل البيت , الثالث


الشيعة الإمامية :
هم جمهور الشيعة الذين يعشون بيننا هذه الأيام ، و الإمامية ليست فرقة واحدة بل هي فرق كثيرة متعددة على أن أشهر الفرق الإمامية هي فرقة ( الاثنا عشرية ) المعاصرة لنا و التي تعيش في بلداننا الإسلامية و هذه الفرقة نفسها يطلق عليها أيضا الجعفرية من باب تسمية العام بالخاص كما يطلق عليها الإمامية من باب تسمية الخاص بالعام كما يطلق عليها الاسم العام و هو الشيعة .
و لقد سموا بالاثنا عشرية لأنهم يؤمنون باثني عشر إماما متتابعين هم : علي المرتضى – الحسن المجتبى – الحسين الشهيد – علي زين العابدين السجاد – محمد الباقر – جعفر الصادق – موسى الكاظم – علي الرضا – محمد الجواد التقي – علي الهادي النقي – الحسن العسكري الزكي – محمد المهدي القائم بالحجة . و تسمى هذه الفرقة أيضا بالجعفرية لشيء مهم ألا و هو أنها تستمد فقهها و أمور دينها من فقه الإمام جعفر الصادق .
و الإمامية يزيدون على أركان الإسلام الخمسة ركنا آخر هو الاعتقاد بالإمامة أي أنهم يعتقدون أن الإمامة منصب إلهي كالنبوة فكما أن الله يختار من يشاء من عباده للنبوة و الرسالة فإنه كذلك يختار من يشاء من عباده للإمامة و يأمر نبيه بالنص عليه و أن ينصبه إماما للناس من بعده للقيام بالوظائف التي كان على النبي أن يقوم بها سوى أن الإمام لا يوحى إليه كالنبي . فالنبي مبلغ عن الله و الإمام مبلغ عن النبي ، و يتمسك الإمامية بهذا الركن تمسكا شديدا لا سبيل إلى التهاون فيه .
و كل إمام لابد أن ينص على الإمام الذي بعده و هم يرون أن الإمام معصوم كالنبي من الخطأ و أن الإمام منزلة دون النبي وفوق البشر . و يرى الإمامية أن من يشاركهم في اعتقادهم في الأئمة كانوا مؤمنين ، أما من يقتصر على الأركان الخمسة دون الإمامة فهو مسلم مؤمن بالمعنى العام و لا يخرج من الملة ، و لكن الدرجات في الآخرة تتفاوت ، فالشيعة أولا ثم باقي المسلمين .
و يروون الأحاديث الكثيرة التي تدل أن النبي أوصى عليا و أن عليا أوصى الحسن و أن الحسن أوصى الحسين و هكذا حتى الإمام الثاني عشر و هو المهدي المنتظر على حد قولهم لكي يظهر في أي وقت حتى يملأ الأرض عدلا . و الاثنا عشرية بهذه المناسبة لا يقبلون الأحاديث من أي من الرواة أو المحدثين بل لابد أن تكون قد رويت عن طريق آل البيت عن جدهم علي بن أبي طالب ، أما ما يرويه أبو هريرة و غيره من المحدثين الرواة فليس لأحاديثهم عند الشيعة مقدار بعوضه فهم لا يعترفون بصحيح البخاري و مسلم و موطأ الإمام مالك و مسند الإمام أحمد . و لما كانت السيرة أو السنة هي المصدر الثاني للتشريع فبالتالي ستتسع الهوة بين الشيعة و السنة نتيجة لذلك الخلاف على الرواة و هو ما يتبعه الشيعة عند الحوار مع السنة فسيبدأ بإقناعك أن البخاري قد أخفى أحاديث آل البيت و عندما توافقه في ذلك لأننا للأسف نجهل الكثير . عندما تقتنع تكون قد ألقيت صحيح البخاري في أقرب (زبالة) و يبدأ المشوار معك حتى تصبح أخا شيعيا . كذلك صلاة الجمعة فإنها معطلة عند بعضهم لأنها لا تجوز طالما كان الإمام غائبا ، و صلاة العيدين عندهم فريضة و لا صلاة جماعة عندهم إلا في فريضة .
و الزكاة عند الشيعة كما هي عند السنة و هناك زكاة أخرى عندهم هي " الخُمس " و هم يعتبرونها حقا فرضه الله لآل محمد عوضا عن الصدقة التي حرمها الله عليهم من زكاة الأموال و هي ستة أسهم : ثلاثة منها تدفع للإمام إن كان ظاهرا و لنائبة ( و هو المجتهد العادل ) إن كان الإمام مستترا . و ثلاثة أسهم للفقراء و المحتاجين من بني هاشم .