Monday, May 18, 2009

واحد و ستين

و انتصرت غزة
حمدي منّاع



صباح النصر يا غزة
صباح كله شرف
صباح كله فخر
صباح كله عزة
صباح فجره حكر على غزة
صباح ضوءه رهن لدى غزة
صباح نوره نار
على من حاربو غزة
صباح شمسه كرة
تقاذفها صغار من بنى غزة
صباح كان منسيا
صباح كان مسروقا
ومعتقلا ومسبيا
فحرره رجال الله فى غزة
صباح النصر يا أم الشهيد
نظرت وملؤ عيونها ضحك كأن اليوم عيد
قالت صباحك غزة يا إبننا
أرئيتنا؟؟؟
شهدائنا؟ أشلائنا؟ أرواحنا؟
أطفالنا؟ ونسائنا؟ وشيوخنا؟
تجويعنا؟ وحصارنا؟ إخواننا؟
أرأيت من فى صبرنا؟
أرأيت معجزة تضاهى فننا؟
أرأيت نصرا غير بدر قد يناظر نصرنا؟
قلى أنا
أرأيت من هو مثلنا؟
فأجبت لا
قالت إذا فتعلمو منا فإنا هاهنا
تعلمو منا إذا فن الحياة
تعلمو منا إذا فن الثبات
تعلمو منا إذا فن الشهادة والممات
تعلمو منا فإنا
خلقنا كى نعلمكم
بعثنا كى نفهمكم
وجدنا كى نذكركم
أن نصر الله آت
أن نصر الله آت

Friday, May 8, 2009

هجمة مرتدّة


قطع صالة قصر العروبة ذهابا و إيابا ، استمر على هذا الحال لأكثر من نصف ساعة ، شعر بالحر و الضيق فقام بإرخاء رابطة العنق قليلا ، لم يسترح بعد ، خلعها و رماها على مكتبه . لا يزال عاجزا عن تخيل ما يحدث ، نادى على الخادم بصوت عال هز أرجاء القصر و عندما جاء الخادم نظر في عينيه قليلا ثم صفعه على وجهه ، لا يدري لماذا فعل ذلك لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير ، كان يعلم أنه ظلمه و لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير بل بكثير جدا ، جعله يخرج عن شعوره و هو من كان يصفه الناس بالرزانة و الوقار ، فتح " الجزيرة مباشر " مرة أخرى ليتأكد مما رآه قبل قليل ، تمنّى لو أنه كان يحلم ، أطفأ التلفاز و ترك نفسه ليسقط على ذلك الكرسي سقوط الآيس الذي لا يجد حلا ، سقط على ذلك الكرسي الخشبي الذي اشتراه عودته من زيارته الأخيرة لفرنسا ، قال في نفسه ' سأغلق عيني و أفتحها و سينتهي كل ذلك ' فعل ذلك و لكنه وجد أنه لا يزال في مصيبته ، أيقن حينها أنه لا يحلم . كان يعلم علم اليقين أن ذلك اليوم سيأتي لا محالة سواء في عهده أو عهد أبنائه إن استمر مخططه في توريث الحكمو لكنه لم يكن يتخيل أن يحدث بتلك السرعة ، كان يتوقعه بعد حوالي عشرون عاما ، ولكنه لم يتخيل أن يحدث ذلك الأمر بتلك السرعة فهو لم يكد يجلس على الكرسي أكثر من ستة أشهر ، زار خلالها العالم .. كان سعيدا جدا بوفاة والده .. كاد أن يطير من الفرحة حينها لأنه سيصبح الحاكم .. الآمر و الناهي .. سينفذ كل وعوده التي أبرمها سرا مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية . سينفذ كل ما تعهد به لرئيس وزراء إسرائيل بأنه سيفعله إن تركوه يفعل مخططه للوصول للحكم . أخرجه جرس الهاتف من أحلامه ، كان وزير الداخلية " ألو .. أيوه أيوه شفته .. الحقني الله يخليك " كانت دموعه تسيل حينها ، استطاع وزير الداخلية أن يسمع نشيج بكائه قال له " و الله مانا عارف أعمل ايه ، بس خير إن شاء الله " كان وزير الداخلية يعلم أنه كاذب فيما قاله ، فما حدث هو ما كانوا يخشونه طويلا ، لكنه ليس لديه ما يقوله إلا " خير إن شاء الله " أغلق الهاتف في وجهه فهو لا يريد أن يواسيه أحد ، هو يريد حلا عمليا سريعا فلا أحد يخفى عليه ما يحدث في شوارع القاهرة في تلك اللحظات ، كان يبحث عن أي شعرة ليتعلق بها ، جاء على باله أن يتوضأ و يصلي ركعتين و لكنه تذكر صور الظلم الذي كان يستلذ بممارسته على جميع طبقات الشعب ، تذكر أيضا تلك المرأة العجوز التي رآها في التلفزيون تدعي عليه بالاسم و تشتكي من أنها تشرب مياه مجاري و قالت " الله ينتقم منه ، منّه لله " كان متأكدا أن الله لن يستجيب له فمأكله حرام و مطعمه حرام و ملبسه حرام و غُذّي بالحرام فأنّى يستجاب له ، كان يدرك يقينا أنه هو أكبر مظلوم فقد ظلم نفسه . سأل نفسه ' اشمعنى دلوقتي ما هما بقالهم سنين ساكتين ؟ ' سأل نفسه هل هو إلغاء الدعم الذي كان يخطط له من قبل أن يمسك الحكم ؟ أم هو اهتمامه الشديد برجال الأعمال و إهماله جميع ما سوى ذلك ؟ كان يستمتع بالجلوس أمام حاسوبه الشخصي من ماركة " أبل " و يرى رصيده في بنك سويسرا يرتفع ، كان يعشق السهم الأخضر ، من يومها و اللون الأخضر هو لونه المفضل بلا منازع ، كان يعلم أنه لن يفعل بتلك الأموال شيئا و لكنه حب كنز المال و فقط ليس إلا . تذكر حينها "فالكيري" ( خطة هتلر لتفادي ثورة الشعب ضده إن حدث ذلك و التي كان سيستخدم فيها الجيش ) كان قد أقام خطة مشابهة لتفادي ثورة الشعب فهتلر زعيم يجب ألا تمر حياته هكذا من دون أن يستفيد منها ، ذهب مسرعا نحو الهاتف و عندما بدأ في ضرب الأرقام تذكر أن جميع قيادات الجيش في أجازة رسمية في أوروبا ، و القيادات البديلة لا تعلم شيئا عن تلك الخطة فهي خطة ليس من السهل أن يعلمها الجميع كان هناك ثلاثة فقط يعرفونها هو و رئيس المخابرات و وزير الحربية فقط ، أطلق لفظا بذيئا ، فتلك كانت أهم ما لديه عند ثورة الشعب .
كان يرى الاضرابات تتزايد كل يوم و لكنه كان يعتقد أنه كلام في الهواء ، لحظة غضب و ستمر بسلام ، كان يتعامل معهم بمبدأ " اتركهم يجعجعون ، فهم لا يملكون الإرادة لفعل شيء كهذا " لم يكن يعلم الطفرة النوعية التي حدثت ، أكثر ما يقلقه الآن أن يتجه العشرة ملايين التي رآها في رمسيس إلى قصر الرئاسة ، فجأه أفزعه صوت ارصاص ، خرج مسرعا إلى الشرفة .. رأى الملايين قادمة من بعيد كان يرى النيران التي يحملونها ، حين اقتربوا تأكد أن أقل من فيهم معه مسدس 9 ملم ذو الست طلقات ، لا يعلم من أين أتوا بكل ذلك السلاح و لكن المهم الآن أنهم يمتلكونه .. الأهم من ذلك أنهم يمتلكون الإرادة .. يمتلكون الغضب .

Friday, May 1, 2009

الله يحييك


بداية ليدع كل منا العصبيات القبلية فإنها من سمات الجهالة الجهلاء و الضلالة العمياء " دعوها فإنها منتنة " لينسى كل منا أنه مصري أو سعودي أو .. أو .. دع حظ النفس جانبا . ليكن كل همك معرفة الحق واتباعه و لنبدأ

سارعي للمجد و العلياء ، مجّدي لخالق السماء ، و ارفعي الخفاق الأخضر ، يحمل النور المسطّر ، ردّدي الله أكبر يا موطني ، موطني قد عشت فخر المسلمين ، عاش الملك للعلم و الوطن .. لا زلت أذكر ذلك النشيد الوطني الذي كنّا نردده في طابور الصباح في مدرسة الخبر الثانوية و الذي قد تدفعنا العصبية القبلية و الحنين للوطن نحن المصريين بعدم الترديد بل أحيانا بترديد النشيد الوطني المصري بصوت منخفض

درست في المملكة العربية السعودية من الصف الثالث الإعدادي - أو المتوسط كما يسمونه هناك - و حتى الصف الثالث الثانوي ثم عدت إلى المحروسة لدخول الجامعة . لا أنكر أن تلك الفترة التي قضيتها هناك كانت من أفضل أيام حياتي التي تعلمت فيها كثيرا و لكنها أيضا أثّرت على فكري بالسلب أكثر منها للإيجاب . تحسنت كثيرا منذ أن عدت . يوجد حقد شديد بين الشعب المصري و الشعب السعودي . فالشعب المصري كثيرا ما ينعتهم بالأغبياء و أنهم لولا الدول المتقدمة لظلوا الحفاة العراة رعاء الشاة و لم يتطاولوا في البنيان و على الجانب الآخر السعوديون يكرهون المصريين لأنهم يقولون أنهم يذهبون إلى دول الخليج و ينهبون خيرات تلك البلاد مع الاستهزاء باللهجة طبعا وما إلى ذلك . كلاهما يشتم الآخر , تعرفت هناك على أفراد رائعين , سعوديين و غيرهم . لنتكلم كعادتنا عن السلبيات و الإيجابيات . الإيجابيات هناك و المميز جدا أن السمت العام ملتزم سواء بإرادته أو بغير إرادته سواء كان التزاما أجوفا أم حقيقيا و لكنه سمت ملتزم لا تجد امرأة متبرجة في الشارع لا تجد من يترنّح و في يده تلك الزجاجة الخضراء لا تجد من يخرج يده من زجاج السيارة ليدفع لشرطي المرور عشرين ريال . قد يقول البعض إنهم يفعلون داخل البيوت كذا و كذا و لا يغرك السمت العام , هذا قد يكون صحيحا و لكن ما يفعلونه في بيوتهم بينهم و بين ربهم و لكن ما يهمني كإنسان مسلم أنه عندما أسير في الشارع لا أرى المجاهرة بالمعصية و لا أرى ما يخدش الحياء " أعطوا الطريق حقّه " ما يميزهم أيضا الحالة الاجتماعية المرتفعة و التي سنتكلم عنها فيما بعد و لكن لنقل حاليا أنها ميزة على غرار " نعم المال الصالح للعبد الصالح " أيضا ما يميز ذلك الشعب أنه ينمو علميا بخطوات ملحوظة حيث بدأ تخريج كفاءات من الجامعات و تشغيلهم مكان العمالة الأجنبية بما فيها المصرية و هو ما يسمى بـ " السّعْوَدة " . أيضا من الأعمال الرائعة هي العناية بالحرمين الشريفين و الاهتمام بالحجاج و المعتمرين و لعل هذا أحد الأسباب أن الله سبحانه و تعالى جعل الحرمين في تلك المنطقة التي تطفو على النفط حتى إذا ما كانت هناك سرقات فسيظل المال موجودا بوفرة . لعلها من حكمة الله فأنا أعتقد أن الحرم لو كان مصر لكان الدخول بربع جنيه للفرد . حتى الآن كلام جميل و لكن نجيء إلى النقطة التي تشغل بالي . هل تلك الممكلة الكبيرة و التي تشتهر بأنها تحتضن الحرمين الشريفين و تشتهر كذلك بأنها تطبق الشريعة الإسلامية و أن دستور الدولة هو القرآن الكريم و هو ما يجزم به الشعب السعودي ، هل تلك الدولة تطبق الشريعة حقا أم أننا نخدع أنفسنا ؟

الحكم الديكتاتوري ( هو شكل من أشكال الحكم تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد ) يستخدم أحد أسلوبين في التعامل مع الرعية : نوع يهتم بجعل أقصى أماني الرعيّة البحث عن المأكل و المسكن و الملبس حتى يشغله ذلك عن التفكير في حال الدولة و الاعتراض على نظام الحكم الظالم و هو ما نعاني منه في مصر . و نوع آخر يجعل الشعب يعيش في أقصى درجات الرفاهية و لا يتمنّى شيء إلا و يكون متحققا أمامه حتى يصبح لا يرى شيئا و لا يريد شيئا غير أن يستمر في ذلك النعيم المقيم إلى أن يتم حمله على الأكتاف و بالتالي تنسيه الشهوات - ليست بالضرورة شهوات محرمة - أن يفكر في إصلاح الدولة التي قد تبدو و كأنها دولة عادلة و لكنها ليست كذلك بل هي ثرية و ليست عادلة أو حتى يفكر فيما يحدث لإخوانه على الحدود أو في البلدان المجاورة من قتل و تعذيب وانتهاك للحرمات . نظامان ديكتاتوريان يبدو أنهما يجمعان بين المتضادات شديدة التناقض و لكنهما وجهان لعملة واحدة . كلاهما ديكتاتوري كلاهما ظالم كلاهما عميل . ما يحدث بالممكلة من الأكيد هو النظام الثاني . من لا يصدق إن الحكم في المملكة دكتاتوريا فليسأل ماذا حدث للشيخ خالد الراشد عندما تكلم بكلمة الحق أيام نشر الدنمارك للرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أحد محاضراتاه ، لقد تم الحكم عليه بالسجن لـ 15 عاما ، الشيخ خالد الراشد واعظ معروف كان بيتنا قريبا من مسجده ، حضرت له عدد قليل من الدروس و الخطب ، كان رجلا بكّاءاً شديد البكاء و من يسمع له محاضرات يجد أنه قد لا يستطيع الكلام من شدة البكاء ، هو الآن في المعتقل و إذا جاء ذكر الشيخ خالد الراشد في سياق الكلام أمام أحد من المتدينين تجده مباشرة يدعو له بأن يفك الله أسره وسط علامات للحزن و الأسى تعلو وجهه و لكن لا أحد يستطيع أن يذهب للملك و يقول له لماذا و كيف و لم ؟ مستحيل .. مع يقينه التام بأن الشيخ خالد الراشد مظلوم . هذا أحد الأدلة ، ثانيا تمتلك المملكة العربية السعودية إحدى أكثر وسائل الإعلام تطوراً ، ولكنها أيضاً خاضعة لقيود . عموما، لا يتم التسامح مع انتقاد الحكومة والعائلة المالكة والتشكيك في العقائد الدينية ، جميع الصحف السعودية تصدر بقرار ملكي ، و هي تخضع للرقابة وفقا لنظام المؤسسات الصحافية . ويتم إصدار قرارات تعيين رؤساء التحرير للصحف بواسطة وزير الثقافة والإعلام و هو أمر ناجح جدا لنظلم ديكتاتوري عندما يمتلك وسائل الإعلام في يديه ، يستطيع حينها ان يفعل المعجزات لا سيما و أن الإعلام أصبح وسلة التأثير الأولى في الناس

لنتكلم قليلا عن الحكم ، الحكم فتنة كل زمان و مكان . عندما أسمع كلمة الإسلام أول ما يتبادر إلى ذهني كلمة الحكم ، فالإسلام نزل لكي يحكم " إن الله ليردع بالسلطان ما لا يردع بالقرآن " . فلا أحد يختلف على أن الإسلام شعائر و شرائع و أخلاق و معاملات ، هذا ما يتفق عليه الجميع ، و لكن عندما يقال إن الإسلام به حكم هنا تبدأ الشفاه بالامتعاض تفكيرا في إمكانية حدوث ذلك ، و أكبر دليل على ذلك ما يفعله الشيعة الآن ، من أكبر الخطوات التي سبق بها الشيعة السنة أنه يوجد جموع غفيرة مؤمنة بالمذهب إلى جانب وجود حكومة تؤمن بالمذهب و تعمل له و كأن إرادة الشعب تتمثل في شخص الحاكم ، أما السنة - و أقصد بالسنة المسلم الملتزم المطالب بتطبيق شرع الله و ليس حامل المذهب السني و فقط - فيوجد عدد من الملتزمين و لكنك تجد ما ينقصنا هو وجود حكومة مسلمة مؤمنة بفكرة الإسلام لذلك الشيعة سبقونا كثيرا و اقتربوا من النووية إن لم يكونوا صنعوها فعلا و أطلقوا قمرا صناعيا و يصنعون أسلحة داخل البلاد و يخرجون في المحافل الدولية ينتقدون في هذا و يعترضون على هذا و أقربها للذاكرة ما فعله أحمدي نجاد في مؤتمر ديربان 2 ، و هذا هو الاختلاف الرئيسي بين السنة و الشيعة حيث أن الشيعة يقولون أنه ليس من المعقول أن الله سبحانه و تعالى ترك لنا الكون بعد الرسول بدون تحديد حاكم مسلم و يجعل القرار بيد البشر حيث أنهم سيتقاتلون لا محالة و سيتم إسالة للدماء و هو ما حدث فعلا في الفتنة بين الصحابة و ما يحدث الآن من التهاوش و التناوش على الحكم فالشيعة يرون بـ " الإمامة " و هي الاختلاف الأكبر بين الشيعة و السنة كما قلنا فهم يقولون أن هناك 12 إماما كان كل إمام ينص على الذي بعده بل العجيب و الذي سمعته مؤخرا أنهم عندهم حديث عن الرسول ذكر فيه الاثنا عشر إماما بالاسم ! ( بالمناسبة أنا سني و لست شيعي بل أكره الشيعة جدا لكي لا يشك أحد )

بعد كل ذلك هل تحكم السعودية بالشريعة الإسلامية ؟ ما هو حكم الله في اختيار الخليفة أو الحاكم ؟ هل هو أن يأتي حاكم إلى الشعب و يحتكر الحكم له و لأسرته المالكة ثم يأتي الشعب له و يبايعه وسط احتفالات بالحاكم الجديد , هذا ما يحدث هناك . هل هناك أحد من الشعب السعودي له قرار في اختيار حاكمه ؟ النسبة هي صفر بالطبع . أنا لا أتكلم عن هل الحاكم عادل أم ظالم أنا أتكلم هل الشعب له يد في اختيار من يحكمه ؟ الشعب السعودي ليس له أية إرادة في اختيار الحاكم ، لا سيما أنه حكم ملكي و لا يخفى عليكم ما يتمتع به الحكم الملكي من ديكتاتورية رهيبة فهي إرادة واحدة و وجهة واحدة للبلاد تلك التي يختارها الحاكم ، رفض أم أبى الشعب ، الحكم الملكي من أخطر أنواع الحكم ، لا توجد أحزاب و تقريبا لا توجد معارضة و لا يوجد رأي آخر بل هو الرأي الواحد الرأي الأوحد رأي الملك حفظه الله و رعاه . مما سبق يتضح أن الحكم في الممكلة حكم توريثي أي أن الحاكم القادم معلوم لدى الجميع و هو الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ، هل هذا الحكم هو ما يرضي الله و رسوله ؟ سؤال أعتقد الإجابة عليه بديهيّة جدا لكل من كان له عقل أو ألقى السمع و هو شهيد . هذه التدوينة أوجهها لأصدقائي هناك و الذين سأحرص أن يقرؤوها لأنه موضوع مهم لا سيما أني كلما أتحدث مع أحدهم على (الفايس بوك) و أسأله " هل الممكلة العربية السعودية تحكم بشرع الله " تكون الإجابة بـ "نعم" و هم مقتنعين تماما بهذا الرأي . نقطة أخرى ، بلد كهذا يعتبر من واجهات العالم العربي و يحتضن الحرمين هل يعقل ان يكون حاكمه لا يجيد القراءة بطلاقة ؟ من ينظر إلى الملك عبد الله أثناء حديثه في المؤتمرات و المحافل يجد شيئا عجيبا فهو يتتعتع و يتلقلق و يتفأفأ ، أعتقد أن هذا الرجل ليس له رؤية سياسية ، لا أستطيع تخيل أن هذا الرجل يحكم تلك الدولة حقا و أتذكر حينها حديث رسول الله " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة " . أخيرا بالنسبة لخطبة الجمعة مهما كان الإمام على علم و بصيرة فإنك تجده يقرأ من ورقة مع العلم أنه لو تكلم بدون الورقة سيؤدي أداءا ممتازا و لكنها في ورقة , فكروا لماذا و أخبروني

أتمنى ان أكون و ضحت وجهة نظري