Thursday, February 19, 2009

آل البيت , الثاني



نشأة الشيعة و ماهيتها :
إذا قلنا شيعة فلان كان القصد من ذلك أعوانه و أنصاره فالشيعة يطلقون على أنصار علي بن أبي طالب بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان و مهما كان الأمر فالشيعة يرون أن التشيع عقيدة دينية خالصة و هناك آخرون يرون أن التشيع فكرة سياسية خالصة و هناك أيضا من يرى أن التشيع وجدان عاطفي خالص ، فأما الذين يذهبون إلى أن التشيع عقيدة دينية فحجتهم الحديث الشريف حين انصرف النبي من حجة الوداع في غدير خم و قال " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " و رأى الشيعة في ذلك وصية لعلي بأن يكون أميرا للمؤمنين و إماما للمسلمين و على ذلك تكون إمامة علي للمسلمين في نظر الشيعة إمامة حتمية يفرضها الدين و تحتمها العقيدة و من هنا ذهب أكثر الشيعة إلى أن خلافة أبي بكر و عمر و عثمان كلها باطلة بل من الشيعة الغالية من كفّر الثلاثة الكرام .
أما من تشيع لعلي عن فكر سياسي فيتثل في إجماع الفرس حتى اليوم على التشيع لآل علي و المنطق في ذلك أن الفرس يعتقدون بانهم أنسباء الحسين لأنه تزوج من "شهربانو" أو "سلافة" ابنة يزدجر بعد أن وقعت أسيرة و لقد أنجبت سلافة علي زين العابدين ، إذن فهم أخواله . فتشيعهم لا يمكن أن يقال أنه عقيدة دينية خالصة بل هو أقرب إلى تشيع العصبية . و تشيع العصبية يساوي تشيع السياسة .
و الذين يرون أن التشيع فكرة وجدانية عاطفية ليس لها علاقة بالعقيدة الدينية و ما واكب ذلك من اشتراعات دينية محددة ، يقولون إن آل بيت الرسول ينبغي حبهم و تكريمهم و التعلق بهم لأنهم أهله و عترته و أحبابه ، فإذا ما نظرنا إلى ما حلّ بآل البيت من تعذيب و تشريد و تقتيل كان من الطبيعي أن يتعلق بهم حبا و شفقة . هذه المحن اللتي حلت بآل البيت قد جعلت كثير من المسلمين يتشيعون لهم و يتعصبون تشيع عاطفة و تعصب حب ، لا تشيع عقيدة دينية خالصة ترتكز على أصول عقائدية معينة .
أشهر الفرق الشيعية :
كانت الفرق الشيعية كثيرة الأسماء متعددة الاتجاهات اختلفت مذاهبها فبعضها التزم جانب القصد و الاعتدال و بعضها جنح إللا الغلو و الضلال . لقد ذكرت كتب التاريخ بعض الفرق الشيعيى التي بادت و اختفت منها (السبئية) التي كانت تنادي بألوهية علي و كان رأس هذه الفرقة اليهودي عبد الله بن سبأ و منها (الكيسيانية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن علي بن أبي طالب المشهو باسم محمد بن الحنفية نسبة إلى أمة التي كانت من بني حنيفة ، و تنتسب هذه الفرقة إلى كيسان مولى علي بن أبي طالب و كانت هذه الفرقة تعتقد أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل يعيش في جبل "رضوي" و عنده عين من ماء وعين من عسل !
و سبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيّب لا يرى فيهم زمانا برضوى عنده عسلو ماء
و من هذه الفرق الغالية فرقة (المغيرية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعرف بمحمد النفس الزكيّة و نحن لا نكاد نرى بين هذه الفرق الشيعية التي انقرضت غرقة واحدة معتدلة إلا (التوابون) من التوبة لشعورهم بالذنب و إحساسهم بالندم لأنهم الذين وجهوا الدعوة إلى الحسين بن علي لكي يلحق بهم في العراق و قد بايعوه بإمارة المؤمنين ثم لم يلبثوا أن انفضوا عنه حتى لقي ربه شهيدا على النحو المحزن المعروف .
كل هذه الفرق كانت غالية و بعيده كل البعد عن الاعتدال بل منها من كان قائما لإشعال الفتنة مثل السبئية التي كان قائدها اليهودي عبد الله بن سبأ فهذه من الحق و الإنصاف ألا نعتبرها من الشيعة أصلا . المهم أنه إذا أطلق لفظ الشيعة الآن فإنه لا يقصد به تلك الطوائف بل يقصد به غالبا الشيعة الإماميّة و هي المنتشرة في زماننا هذا و تلك الفرقة هي موضوعنا القادم إن أحيانا الله و سنتحدث عن بعض مواطن الخلاف بينهم وبين أهل السنة والجماعة و إلى اللقاء في حلقة قادمة و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .

Saturday, February 7, 2009

آل البيت , الأول



ترددت قبل الكاتبة في هذا الموضوع فهو شائك و كثير من الناس قالوا لي أنه ليس وقته المناسب و لكن إن لم يكن هذا وقته فمتى وقته . إذا حدثت حرب بين الشيعة و اليهود أو الكفار تجد المشايخ يقولون إنهم شيعة يسبون الصحابة لا يجوز الدعاء لهم و إذا جاء وقت السلم قال الناس هناك أولويات . فمتى الوقت إذا .
أعتقد شخصيا أن ما ليس وقته هو الخوض في أنهم يجب محاربتهم و عدم مساندتهم بل من الأولى أن نتصدى لعدونا المشترك و الأخطر و هم اليهود و من ساندهم . و لكن الشيء الذي أرى أن هذا وقته هو معرفة عقيدتهم بغض النظر عن مساندتهم و موقفنا منهم . يجب على كل واحد فينا أن يعرف ما هو المذهب الشيعي . و ما الفرق بيننا و بينهم . هل هي خلافات فرعية أم أنها خلافات في صميم العقيدة هل تخرج من الملة أم لا تخرج من الملة . هل الشيعة شيء واحد أم أنهم فرق و ملل و نحل . هذا ما يجب أن يهرفه كل منا .
سأتكلم عن الشيعة لأكثر من سبب . لأنني حصلت أخيرا على كتاب أعطاني إياه صديقي الذي أحبه في الله كثيرا جدا و أشكره على الكتاب كثيرا , الكتاب هو " إسلام بلا مذاهب " للدكتور "مصظفى الشكعة" عميد كلية الآداب بعين شمس . الكتاب لم يغير قناعاتي عن الشيعة و لكنه أعطاني المعلومات التي أبحث عنها . سأتكلم عن الشيعة أيضا لأني قد عايشت بعضهم عندما كنت أدرس في السعودية من مدرسين و طلاب حاول بعضهم أن يدعوني إلى مذهبه و لكنه لم يفلح . سأتكلم عن الشيعة أيضا لأن أحد أقاربي تحول من المذهب السني إلى المذهب الشيعي . حزنت عليه كثيرا و ناقشته وكلمته و كلمني و قال لي أنه يقرأ في الموضوع منذ عشر سنوات . حزين عليه كثيرا . سأتحدث عن الشيعة لأن الدكتور "أحمد راسم النفيس" - أحد كبار المذهب الشيعي في المنصورة و صاحب كتاب " على خطى الحسين " و كتاب " الطريق إلى مذهب أهل البيت " - عيادته في المنصورة في ميدان الطميهي تقع مباشرة بجوار عيادة أحد أقاربي و كن يذهب إليه و يكلمه عن فضل آل البيت و عندما ذهب قريبي إلى أبي وحكى له عن الموقف عرف أبي القصة و أنهم في البداية يذكرون لك فضل آل البيت مع أن السنة لم ينقصوا من فضلهم و لا قدرهم . ثم بعد ذلك يبدؤون في الانتقاص من الصحابة الآخرين و هذا ما فعله "أحمد راسم" بالظبط عندما قال لقريبي هذا في النهاية " أبو بكر ده لا صدّيق و لاحاجة "
في بداية الحديث سنتحدث من منطلق عقدي فقط لن أتكلم و لن أتداخل في أصول العلاقات لسياسية سنتكلم عن سياستهم في إشارات عابرة و لكن نريد أن نوضح نقاط .
بالنسبة لحكامنا إذا وجدتهم يصعدون في المؤتمرات يسبون فيهم فاعلم أنها مصلحتهم السياسة ليست إلّا . لا تتوقع أن أحمد نظيف يخرج لينقص من قدر حسن نصر الله لأنه شيعي . نظيق يضع يده في يد اليهود أصلا . فهو لا يفرق معاه شيعي و لا سني و لا زنديقي و لا حتى عبدة الشيطان . هو يتخذ المواقف على قدر مصلحته فقط لا غير .
النقطة الثانية نحن نحدد علاقتنا بالآخرين على أساس العقيدة فأصدقائي الذين أحبهم كثيرا لو تحول واحد منهم إلى النصرانية ستختلف معاملتي له تماما و كما تعلمون فإن أوثق عُرى الإيمان الحب في الله و البُغض في الله , و نبدأ إن شاء الله من المقال القادم

Thursday, February 5, 2009

متفرقات


عندما سمعت أن إيران أطلقت قمرا صناعيا احتفالا بالذكرى الثلاثين لانطلاق الثورة الإيرانية بقيادة الخميني , شعرت أن الشيعة يعملون بقوة و في صمت و أنهم كالإخوان من حيث التخطيط بل يتقدمون أسرع من الإخوان .

أريد أن أعرف أكثر عن القضية الفلسطينية , أبحث عن كتاب شامل كامل يحكي عن تلك القضية .

عندما ذهبت إلى القاهرة وحدي لزيارة معرض الكتاب لأول مرة بعد أن تخلي عني كل من توقعت أن يكون بجانبي لا أدري أكرهت القاهرة أم أحببتها و لكني كنت سعيد بتلك الرحلة , ولكن القاهرة قهرتني .

عندما توضع أمام أمر كبير , يجب أن تراجع علاقتك بالله سبحانه و تعالى لأنك لن تنجز الأمور بـ(فهلوتك) و لكنه التوفيق من الله , وحده التوفيق .

عندما سمعت منه قصة كعب بن مالك عندما تخلف عن غزوة تبوك بعدما أمر الرسول صحابته أن يقاطعوه و لا يكلموه و كان يقول " كنت ألقي على الرسول السلام فلا أدري أرد علي أم لم يرد " و عندما ذهب إلى ابن عمه و تسوّر عليه المنزل و قال له " ألا تعلم أني أحب الله ورسوله (ثلاثا) " فأجابه " لا أدري " حينها بكى كعب . كنت أريد أن أبكي حينها ولكنها قسوة القلب . حينها استشعرت نعمة الأخوة في الله .

عندما سمعت من أحد أصدقائي أن الاحتلال صهيوني بدأ عمليته العسكرية على غزة , أول ما فكرت فيه و أول ما تذكرته كانت فرحة حماس و كلمة الأستاذ إسماعيل هنية في مهرجان الانطلاقة و قارنت بين الحالتين و حزنت .

أحاول تنظيم وقتي و تعديل نومي .

تركيا , لماذا الآن ؟