Thursday, March 11, 2010

هل يكون البرادعي رجل عنق الزجاجة ؟


أسوأ حدث ممكن أن يحدث لك في حياتك هو الحدث الذي يظهر في وقت حرج بحيث لا يعطيك فرصة لاتخاذ الإجراءات المضادة أو هو الحدث الذي يظهر في وقت غير متوقع يجعلك تعيد لملمة أوراقك بعد أن رتبتها جيدا لمدة تزيد مثلا عن سنة . لا شد أن البرادعي سبب ألما لسيادة الرئيس ، ألما لا يقل في شدته أو حدته عن ذلك الألم الذي تسببه له المرارة مما دفعه للتوجه إلى ألمانيا للعلاج مصحبا معه وزير الصحة و كأنه وزير صحته و ليس وزير صحة الشعب و مرفقا معه وزير المالية عشان يحاسب له طبعا . لا أحد ينكر أن البرادعي ظهر كالشوكة في سقف حلق الرئيس ، في وقت قاتل جدا – كما سيظه مسلسل الجماعة بالنسبة للإخوان المسلمين في رمضانالمقبل أي قبل الانتخابات بشهر تقريبا - بعد أن كان مشروع التوريث يتم الحساب له بالورقة و القلم و بكل الاحتمالات الحقيقة و الخيالية . و لكن الموقف بحاجه إلى بعض التفصيل .

1- الدكتور البرادعي رجل أحبه الشعب بسرعة جدا . لا أدري هل هذه هي الجنود المجنّدة (الأرواح) التي ما تعارف منها ائتلف و ما تنافر منها اختلف . أم أنه التشبث بأي شخص محترم لأن الشعب صراحة زهق من الناس الغير محترمة . الدكتور البرادعي شخصية تعاملت مع كثير من الدول و كثير من الشخصيات السياسية المرموقة و تعامل مع قضايا حساسة جدا تتعلق بعقوبات دولية قد تضر بمصالح دول بأكملها . حصل على جائزة نوبل و حصل على قلادة النيل أعلى وسام مدني مصري . و لكن الشعب اختاره بعد أن كان ترشحة مجرد خاطرة في كتاب تولى الشعب نشرها و طبعا و توزيعها و لا أحسن دار نشر . هل هو مجرد الأمل في التغيير ؟ هل هو مجرد الأمل في شخص جديد أيا كان ذلك الرجل بمبدأ أنه لن يكون أسوأ من قابله . يعني باختصار هاتوا أي حد غير ده و خلاص . أم أنهم مفعلا يعلمون من هو البرادعي ؟ و بغض النظر عن شخصيتة المتفتحة و المحترمة جدا ، هل يصلح للترشح للرئاسة أم لا ؟ السؤال الذي اعتقده أن كثير من الناس مشيوا في الموجه و هم لا يعلمون حقا من هو البرادعي – مقصدش إن هو وحش و الناس متعرفش حقيقته لكني أقصد يعرفوا عنه معلومات كفاية تمكنهم من تكوين صورة موزونة ليس بناء على عواطف فقط - . أعتقد فعلا أن الشعب عليه أن يقرأ و يبحث جيدا عن الدكتور البرادعي و يسمتع إلى كلامه بكثير من التأني .

2- الدكتور البرادعي رجل غريب عن البلد ، فهو عاش في أمريكا فترة طويلة لم يتم تسليط الضوء عليه جماهيريا حتى في زياراته لمصر و التي كان حريصا عليها كل صيف . و هذا ما سيستغله الحزب الوطني في الدعاية لمرشحه أو الدعاية ضد البرادعي صراحة بمبدأ – اللي نعرفه أحسن م اللي منعرفوش – و أنه ظهر فجأة و التلميحات التي تعلمونها جميعا كما لمح الرئيس في رسالة جميلة جدا بقوله " مصر لا تحتاج إلى بطل جديد " . هذا ما يحتاج البرادعي أن يثبت للشعب ضده ، يحتاج أن يزرو القرى و المدن يحتاج أن يظهر على أرض الواقع . يحتاج أن يسمع الناس . يحتاج أن يثبت للشعب أن مصر في حاجة إلى بطل جديد و أنها في حاجه إلى رئيس يمر بها لمرحلة انتقالبة . يحتاج ان يثبت لمصر كلها أنه رجل مرحلة عنق الزجاجة .

3- يحتاج الشعب حقا أن يفند الاتهامات التي وجهت إلى الدكتور البرداعي و يعلم ما هو الصحيح منها و ما هو الخاطيء و الذي تتولى الصحف الحكومة نشره و بثه في عقول الشعب المسكين . و لكن مما لا شك فيه أن الشعب يحتاج أن يكون رجلا . ترشيح الدكتور البرادعي للرئاسة يحتاج إلى الكثير من الجهد و التضحيات فالدستور حتى الآن لا يسمح أصلا بترشحه للرئاسة . فالدستور يحتاج إلى تعديل و إذا سأل كل واحد منا نفسه ما هو الشيء الذي سيضطر الحكومة المصرية لتعديل الدستور الذي تحبه كما هو لخدمة مصالحها في التوريث ؟ أعتقد السؤال ده محتاج تفكير شوية . أقول أيضا هل هذا الشعب سيصمد أمام المخاطر . العملية لن تكون كما يتخيل البعض بأنك ستصحة من النوم الصبح و تروح للصندوق و تحط صوتك و ترج تكمّل نوم . أبدا ! الموضوع هيبقى سيحفه كثير من المخاطر . هل الشعب فعلا مستعد لأن يصمد على أرض الواقع كما يفعل في عالم الانترنت ؟ إن الدارسين لعلم الاجتماع سيعلمون جيدا أن الشعب المصري بعد سنين طوال من حالة الطواريء أصبح يحب أن يعبر عن رأيه بعيدا عن الرقابة زي مثلا الانترنت أو حتى على أبواب الحمامات من جوه أو بالتلفظ بالكلمات في سرة أو تفريغ غضبه على شكل نكتة و لكنه يخشى من المواجهة . يعني لما بيحس إنه لوحده و محدش هيحاسبه أو هيعرف حتى يجيبه عشان يحاسبه ساعتها يستطيع أنه يعبر عن رأيه بكامل الحرية و لكن هل يستطيع أن يكون المجتمع بنفس القوة و الجرأة على أرض الواقع ؟ و أمام عصا الأمن المركزي ؟ و أمام كل التحديات التي ستواجههم ؟ أعتقد أن المتحمسين عليهم أن يعقدوا العزم و النوايا .

4- الدكتور البرادعي عليه ضغوطات كثيرة الآن . فهو لم يحدد موقفه من كثير من الأشياء بل لم يحدد موقفه من أغلب الأشياء . قال كلام جميل عن ممارسة العمل السياسي في الجامعات و عن الحريات و حق العيشة الكريمة و عن الفقر و العشوائيات لكنه لسه كلام عايم . مفيش حاجه صريحة و واضحة . يحتاج أن يوضح وجهة نظرة تجاه قضايا بعينها و حركات بعينها و مواقف بعينها . و هو ما يحتاج منه جهد كبير . يحتاج إلى أن ينبه العشب إلى دوره في معركة الرئاسة و الانتخابات عامة . يحتاج أن يوعيهم بحقوقهم الانتخابية و استخراج بطاقات الانتخاب و ... و ... . الشعب ينتظر الكثير من الدكتور البرادعي لكي يكون رئيس لمرحلة انتقالية في مصر يعبر بها بحر الثلاثون عاما من الظلم و الكبت و الطواريء .


هل يكون البرادعي الرجل الذي سيعبر بمصر مرحلة عنق الزجاجة ؟


2 comments:

  1. قد يكون دافع الرغبه للتغيير يكون الغشاوه التى تلهينا عن التغيير للاصلح

    ReplyDelete
  2. ربنا يستر
    اللهم ولي أمر المسلمين من يخافك ويرحمنا
    اللهم لا تأخذنابذنوبنا
    وولي أمرنا خيارنا

    ReplyDelete