Tuesday, March 10, 2009

آل البيت , الأخير



سنتحدث هنا في آخر موضوع عن بعض الخلافات بين أهل السنة و بين الشيعة
زواج المتعة
ثمة خلاف واضح بين السنة و الشيعة – و نعني الشيعة الإمامية – في حكم زواج المتعة أو " عقد الانقطاع " و هو زواج مؤقت و العقد فيه موقوت بأجل محدد و لقد كان هذا الزواج معمولا به في عهد النبي ثم نسخ الحكم و لكنهم يقولون أن عمر هو الذي حرمه لأنه راي فيه رأيا غير كريم . و الإمامية قد انفردت بالقول بجواز مشروعيته معتمدين على الآية الكريمة " فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة " و هم متسكون بهذا الزواج حتى اليوم و يرون أنه ضروري للمسافر ففيه عصمة له و لو أن المسلمين عملوا به على أصوله الصحيحة من العقد و العدة و حفظ النسل لانسدت بيوت الدعارة و أغلقت المواخير ابوابها و لكثرت المواليد الطاهرة و استراح الناس من اللقطاء . وقد وضعوا للمتعة نظاما يحفظ للولد حقه و ينسبه إلى أبيه إذ لابد بعد زواج المتعة من عدة و هي حيضان إلى غير ذلك من الشروط الأخرى في فقه الشيعة .
الطلاق
و ما دمنا قد تحثنا عن الزواج المؤقت عند الإمامية فلا بأس أن نتعرض للطلاق عندهم . فهم قد وضعوا للطلاق قيودا كثيرة أهمها أن الطلاق لا يتم إلا في حضور شاهدين عدلين و بغير هذين الشاهدين يكون الطلاق باطلا و هم يرون أن الطلاق بتلك الشروط فيه صون للاسرة و لعل الشهود يحولون بين الزوجين فيصلحون بينهما .
التقية
التقية و ما أدراك ما التقية ، إنها لتقية و تقية . التقية معناها المداراة و أكثر فرق الشيعة تقول بها كأن يحافظ الشخص على ماله و عرضه و دينه بالتظاهر باعتناق عقيدة لا يؤمن بها بينه و بين نفسه . و قد كانت التقية سببا في خروج كثير من الناس على أئمتهم من الشيعة لأن الإمام كان يبدي رأيا في مسألة بعينها ثم لا يلبث أن يبدي رأيا يناقضه فإن سئل عن ذلك نسب الأمر إلى التقية و قال الإمام أن له أن يجيب بما أحبب و كيف شاء لأن ذلك يرجع إليه و هو أعلم بما يصلح الناس و ما فيه بقاؤه و بقاؤهم . و يؤكد آية الله الخميني كبير علماء الشيعة و إمامهم في عصر ليس ببعيد أن التقية جزء من العقيدة فيقول " إن كل من له قدر من التعقل يدرك أن حكم التقية من أحكام الإله المؤكدة فقد جاء ان ملا تقية له لا دين له " .
و قد كانت التقية أحد الموضوعات التي أهمت العلامة الشيعي المعتدل الكتور موسى الموسوي في كتابه التصحيح فأفرد لها فصلا طوبلا أوضح فيه إنكاره لها و أنها لا تليق بالمسلم إلا في حالة واحدة لخصها الإمام محمد الباقر في قوله : إنما حلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية ، و لقد نفى الدكتور الموسوي أن يكون أحدا من الأئمة قد عمل بها ابتداء من الإمام علي و انتهاء بالعسكري .
زيارة قبور الأئمة ثوايها الجنة
يعتقد الشيعة بأن من يزور قبور أئمتهم أو يساهم في بنائها ينال ألوانا من الثواب لا نهاية لها و لا آخر و ينالون شفاعة الرسول و يأخذون ثواب سبعين حجة غير حجة الإسلام و تمحى خطاياه .
و من العبادات المعروفة عند الشيعة أنه ميقيمون مجالس العزاء في شهر محرم و أن آية الله الخميني لا يحب أن يترك هذه المناسبة حتى يجعل لها أصولا دينية و غايات مذهبية و لا بأس عنده أن ينال من صحابة رسول الله في سياق حديثه فيقول " إن مجالس العزاء تقام لدى الشيعة في كل مكان و مع ما في هذه المجالس من نقص إلا أنها تروج تعاليم الدين و أخلاقياته و تشيع الفصيلة و مكارم الأخلاق و الدين الإلهي و الثانون الإلهي المتمثل بالمذهب الشيعي المقدس الذي يدين به أتباع علي عليه السلام و لولا ذلك – يعني لولا مجالس العزاء – لكان الشيعة في عزلة تامة و لاولا هذه المؤسسات الدينية الكبرى لما كان هناك أي أثر للدين الحقيقي المتمثل في المذهب الشيعي و كانت المذاهب الباطلة التي وضعت لبناتها في سقيفة بني ساعده و هدفها اجتثاث جذور الدين الحقيقي تحتل الآن مواضع الحق "
تحريف المصحف
هناك جماع من المسلمين أن الكتاب السماوي الوحيد الذي سلم من التاحريف هو القرآن الكريم و أن الله تعالى تكفل بحفظه " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " غير أن المتابع لجمهرة من علماء الشيعة يرى غير ذلك و الذين لم يقولوا بتحريفه قالوا بإمكانية حدوث ذلك .
يقول الخميني " لو كانت مسألة الإمامة قد تم تثبيتها في القرآن فإن أولئك الذين لا يعنون بالإسلام و القرآن إلا لأغراض الدنيا و الرئاسة كانوا يتخذون من القرآن وسلة لتنفيذ اغراضهم المشبوهة و يحذفون تلك الآيات من صفحاته و يسقطون القرآن من أنظار العالمين إلى الأبد " و يقول أيذا " إن النبي أحجم عن التطرق للإمامة في القرآن لخشية أن يصاب القرآن من بعده للتحريف أو تشتد الخلافات بين المسلمين فيؤثر ذلك على الإسلام " لإن آية الله الخميني يقول بترجيح تحريف القرآن بسبب النص على أن الإمامة وظيفة إلهية كالنبوة و يوحي في الموضع الثاني أن القرآن من صنع النبي و هما بادرتان لهما خطرهما لأنهما صادرتان من أكبر مرجع شيعي في هذين العقدين من الزمان . و يبقى لنا أن نتساءل : هل لما قاله الخميني جذور في أصول المذهب ؟ إن الباحث سيجد الإجابة بالإيجاب حيث ان الكليني ذكر في كتابه " الكافي " و هو بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة أن جابرا الجعفري قال " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرىن كله كما انزل إلا كذب ، و ما جمعه و حفظه كما أنزل إلا علي بن أبي طالب و الصحابة من بعده " و لكن العجيب أن من الأخبار المعتمدة عن جابر الجعفي أنه كان كذابا ، حيث قال الإمام أبو حنيفة : ما رأيت أفضل من عطاء و لا أكذب من جابر الجعفي .
شتم الصحابة
من الأمور التي تدعو إلى الحزن و الأسى ما درج عليه بعض علماء الشيعة و كبارهم من شتم صحابة رسول الله و سبهم بأقذع النعوت و في مقدمتهم أبو بكر و عمر و عثمان و أمهات المؤمنين عائشة و حفصة – رضي الله عنهم أجمعين - .
إن آية الله المامقاني يصف أبا بكر الصديق بالجبت و يصف الفاروق عمر بن الخطاب بالطاغوت و هذه الألفاظ من الشتم و السب لكل من الصديق و الفاروق يرددها بعض الشيعة الإمامية في دعاء لهم يسمى دعاء صنمي قريش و هذا الدعاء مسطور في كتاب " مفتاح الجنان " الذي هو عندهم بمنزلة كتاب " دلائل الخيرات " عند عامة المسلمين و منه قولهم " اللهم صل على محمد و على آل محمد و العن صنمي قريش و جبتيهما و طاغوتيهما و ابنتيهما " إن الابنتين المقصودتين في هذا الدعاء بطبيعة الحال هما أم المؤمنين عائشة و أم المؤمنين حفصة و في ذلك يقول العلامة الشيعي المعتدل : إن الاختلاف في الرأي بين الشيعة و السنة اتخذ طابعا حادا و عنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح في الخلفاء الراشدين و بعض أمهات المؤمنين بعبارات قاسية و عنيفة لا تليق بأن تصدر من مسلم في حق مسلم .

No comments:

Post a Comment