لن أكون مخظئا – أو هكذا أظن – إذا قلت أن الفكرة هي أخطر شيء في الوجود . بحكم مرجعيتنا الإسلامية فإن الكفر بالله هو أخطر شيء لأنه يؤدي إلى الخسارة المطلقة و هي الخلود في النار ، و الإيمان بالله هو أجمل ما في الوجود لأنه يؤدي للنجاح المطلق و هو الخلود في الجنة . و لكن أليس الكفر و الإيمان فكرة ، نعم إنهما فكرة و لكن اعتقدهما القلب .
إذا كنت تعمل داخل إطار جماعي بشري ، أيا كان هذا الإطار ديني ، سياسي ، اجتماعي ، عمل خيري تطوعي ، ... إلخ ، لابد و أن يكون هناك حد أدنى من الأفكار متفق عليه بين المشتركين في العمل حتى يتم بينهم التفاهم . و لكن إذا بدأ أحد الأفكار إطلاق أفكار غريبة نسبيا بالنسبة للأفراد أو حتى مجرد طرحها للنقاش فإن القلوب و إن ادعينا غير ذلك يحدث فيها شعور بالخطر تجاه هذا الشخص ، ليس خطر بالمعنى الشائع ، و لكن شعور بالوخز و الاستغراب تجاه الشخص . بل ربنا تصبح وصمة عار على الرجل .
الفكرة شيء مهم لأنه للأسف سيصنفك الناس تبعاً لأفكارك ، و لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سيحددون طريقة التعامل معك من منطلق أفكارك أنت . الفكرة شيء مهم لأنه عند حوارك مع أي شخص لابد أن تبحث أن منطقة مشتركة ، أفكار مشتركة و إلا ستفشل في الحوار مع من لا يملك ذلك الحد الأدنى من توافق الأفكار الذي تحدثنا عنه سابقاً .
نريد خيال الطفل و حكمة الشيخ ، لماذا خيال الطفل ؟ لأنه للأسف كلما تقدم العمر بالإنسان ضاقت حدود تفكيره تبعا لزيادة معرفته ، لنضرب مثالاً بعده تتضح الرؤى . كانت هناك سابقا مشكلة عن الآيس كريم ، و هي ببساطة أن الناس كانوا يأكلون الآيس كريم في أكواب و بعد انتهائهم يرمون الأكواب في الشارع ، مما سبب أزمة قمامة ، و لم يجدوا لها حلا ، فحاول أحد سكان المدينة أن يسأل ابنه في تجربة لا يعرف نتاجها . فأجابه الطفل : الحل إن الناس تاكل الكباية ! قد يبدو حلا اعتباطيا لأول وهلة . و لكن كانت تلك بداية فكرة وضع الآيس كريم في البسكويت . الطفل أطلق لخياله العنان فلم يجد الحل الكامل و لكنه جاء بالفكرة لأن حدود التفكير عنده مطلقة تقريباً . أما نحن غعند التفكير للأسف نهمل كثير من الأفكار بدعوى العرف و الواقع و لو أجهدنا نفسنا فيها قليلا لربما خرجنا بحل أكثر من رائع . إذن نحن نريد خيال الطفل محكوماً بحكمة الشيخ .
انتبه لما تضعه في رأسك من أفكار ، لأنها ستحدد كثير من مواقفك تجاه الناس ، و كثير من مواقف الناس تجاهك . و الأخطر أنها ستكون بذرة لأفعالك التي ستحاسب عليها .
شيلها من دماغك و أطلق العَنان .
المهم يبقى التنفيذ تنقيذ الشاب و ليس تنفيذ الطفل و لا تنفيذ الشيخ
ReplyDeleteالأفكار كتيرة المهم الأفعال
أخوك أيمن فاروق