Saturday, June 28, 2008

إذا حكم الإخوان

الحلقة الثانية من تلخيص كتاب "الأيام الأخيرة" لعبد الحليم قنديل و هي مخصصة لجماعة الإخوان المسلمين و العقبات التي أمامهم إذا حكموا مصر وكيف سيتم ذلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- هل يحكم الإخوان مصر ؟

* مبارك عازم تماما على حذف الإخوان من معادلة السياسة،والدولة الأمنية الآن لا شغل لها سوى عمليات اقتفاء أثر الإخوان ولا يبدو الإخوان على استعداد كاف للمواجهة،مرشد الإخوان مهدي عاكف صرح أخيرا بأنهم لن يخوضوا انتخابات المحليات المقررة في مايو 2008 و هي رسالة تهدئة مفهموة المعني

* بوسع الإخوان على أفضل تقدير الحصول على 40% من أصوات الناخبين و تبدو النسبة أقل في اتحادات الطلاب و هيئات التدريس والنقابات المهنية لو جرت انتخابات حرة،إن حضور الإخواني النقابي يبدو أكبر بكثير من حضورهم في الشارع، و بالنظر إلى الاعتصامات والإضرابات والاحتجاجات التي تحدث مؤخرا بدا الإخوان-رغم كونهم أكبر جماعة شعبية-غائبين بالجملة عن هذا المشهد الصاخب و لكن بوسع الإخوان الاستفادة بالطبع مما يجري ربما لأنهم أكبر كتلة بشرية نسبيا و أكثر تنظيما و أنهم مظلومين سياسيا كما أن الشعب مظلوم اجتماعيا و الإحساس بوطأة الظلم يردف بعضه بعضا

* إن وصول الإخوان للحكم معلق على أحد شرطين أو سيتبع أحد من السيناريوهين دول
1 . نوع من التهدئة و المساواة مع قصر الحكم الراهن : قد ينتهي الوضع الحالي إلى نوع من التواطؤ الضمني الصامت مع سيناريو التوريث و نقل الرئاسة بانتخابات صورية من مبارك الأب لمبارك الابن ،مرشد الإخوان مهدي عاكف اتهم ذات مرة حركة كفاية بأنها "تشتم مبارك"و هو ما قد يعني بمنطق المخالفة أن الإخوان مؤدبون ومهذبون و لا يفعلونها،والنائب الأول للمرشد د.محمد حبيب صرح مرة أنه لا مانع من ترشيح جمال مبارك للرئاسة بشرط الانتخابات الحرة و من الطبيعي أن مبارك يريد الوفاء بالجزء الأول من الجملة أما الانتخابات الحرة فهي شرط معلق في الهواء، والممارسة المرئية مغرية بتصديق تصور أن الإخوان قرروا ترك الرئاسة لمبارك وابنه من بعده، وربما بهدف خفض الحملات الأمنية فيما تبقى من أيام مبارك الأب و أن تتاح الفرصة لعودة هادئة للسياسة بعد استقرار الأمور لصالح نجله، و قد يسمح لهم بالوصول للحكم و لو بالمشاركة مع جماعة جمال مبارك .... رأيي الشخصي سيناريو غريب جدا معرفش جابه منين
2 . السيناريو الثاني يعتمد على قيادات الإخوان الوسطى من جيل السبعينات وما بعده و هؤلاء أكثر تحررا من عقدة أيام الطاغية عبد الناصر و أكثر (تسييسا) في مقابل غلبة (التديين) المسيطر على وجدان الجيل الأول و يبدو أن د.عصام العريان و د.عبد المنعم أبو الفتوح هم رائدي هذا الجيل (السبعينيات وما بعده) حيث أن د. عبد المنعم أبو الفتوح يعكس ميلا إلى التحول بالإخوان لحزب سياسي بغير التباسات الجماعة الدينية و هذا قد يعني فرصة لوصول الإخوان للحكم بمشاركة مع قوى أخرى -سيناريو غريب برضه من وجهة نظري-إذن وصول الإخوان للحكم معلق على أحد هذين الشرطين لكن السؤال الذي يبقى ... هل تسمح أمريكا بوصول الإخوان للحكم؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- هل يعترف الإخوان بإسرائيل ؟

* كتب (مارك لينش) أستاذ العلوم السياسية المساعد بجامعة جورج واشنطن مقالا في (فورن بوليسي) كان بمثابة نصيحة لجماعة الإخوان،فقد نصح مارك لينش المرشد العام مهدي عاكف بأن تتسم الجماعة بالوضوح و تجنب الغموض و إعلان موقف الإخوان لجماهيرهم، هذا عن الشكل أما عن الموضوع فتبدو أولوية إسرائيل هي الغالبة ، فكلنا يعلم أن المصلحة الأمريكية الأهم تخص إسرائيل بالذات و ضرب لينش مثالا : مطلوب موقف للإخوان ضد هجمات حماس على إسرائيل .. فيما بعد أجرت أحد الدوريات حوارا مع مارك لينش عن نصيحته لمهدي عاكف و سألته ما إذا كان ممكنا تصور حوار مباشر بين الرئيس الأمريكي ومرشد الإخوان ؟ ضحك لينش قائلا :"ليس الآن وليس مع جورج بوش لكن الصمت لا يصح أن يظل سيد الانتظار"ا

* أصدرت مؤسسة كارينجي لدراسات السلام تقريرا بعنوان"التساؤلات التي ينبغي على الحركات الإسلامية الإجابة عنها"و العنوان الفرعي الشارح"جماعة الإخوان المسلمين المصرية كنموذج "و يمضي التقرير إلى التحذير و الإنذار الصارم بقوله "إن أي توجه إخواني نحو رفض الاتزامات الدولية لمصر بافتراض تشكيلهم أو تأثيرهم في حكومة منتخبة ديموقراطيا-و هو اليوم حلم بعيد المنال في مصر-سوف يساهم إلى حد كبير في نزع الشرعية عن الإخوان دوليا" اللغة صريحة وقاطعة لا اعتراف أمريكي بالإخوان مالم يعترفوا بإسرائيل، إن الموقف الرافض للاعتراف بشرعية كيان الاغتصاب الإسرائيلي هو حجر الزاوية في رمزية وتاريخ الإخوان ،فلا أحد ينكر تضحيات الإخوان بمصر وفلسطين بالذات في معارك الفداء بالسلاح ضد إسرائيل، و دم شهداء الإخوان لا يقبل المزايدة عليه ، قال مهدي عاكف :الإخوان لم و لن يعترفوا بإسرائيل و هو نفس ما أكده النائب الأول د.محمد حبيب

*رغم وجود انتقادات كثيرة لحزب الإخوان المسلمين الذي طرحت صيغته الأولى على الرأي العام في 25 أغسطس 2007 فقد انصرفت غالب الانتقادات إلى علاقة المدني بالديني ولكن ما يلفت النظر أن قيود كامب ديفيد(معاهدة السلا مع إسرائيل) لم تذكر بالمرة في القسم الخاص بالتحديات التي تواجه الأمن القومي المصري ولا كلمة واحده أيضا عن(اتفاق الكويز) و تصدير البترول والغاز الطبيعي لإسرائيل، لا يبدو إغفال القضية الكبرى مما قد يصح نسيانه باحتمال السهو و خصوصا مع تشديد برنامج الإخوان على مبدأ احترام المعاهدات الدولية و هو ما يثير التساؤل ملحا هل أن الصمت هو علامة رضا عن الاعتراف بإسرائيل القائم في مصر ، نحن نتحدث عن برنامج لجماعة الإخوان كلها وقد يوحي بانزلاق إلى خطيئة الاعتراف الصامت بإسرائيل و قد قيل إن تعديلات جرت على برنامج الإخوان وأن نسخة معدلة من البرنامج تشير إلى رغبة بإعادة النظر في كامب ديفيد و هو تطور إيجابي لافت و إن كان لا يبدو كافيا . الأيام الأخيرة ربنا يجعلها آخر الأحزان ... يا رب

4 comments:

  1. Probably I can say with this blog make, more some interesting topics.

    ReplyDelete
  2. كلام حلو لكن حقيقته إيه , الله أعلم

    ReplyDelete
  3. إخوان ايه اللي يحكموا ده على جثتي .. الإخوان لو حكموا يبقى البلد ضاعت وبعدين الإخوان لا يملكوا مؤهات الحكم لو مسكوا البلد مش هيعرفوا يعملوا حاجه خالص

    ReplyDelete
  4. خ عبد العزيزAugust 1, 2008 at 4:50 AM

    نرجو الاهتمام بالفكرة اللى سيادتك بتحملها والتركيز على أولوياتحضرتك
    وترك القضايا الجدلية لأنهاتضرأكثر مما تفيد
    ومهما كان واقع الاخوان المهم انهم اتخذوا الاسلام بشموليته فهماوتطبيقا

    ReplyDelete