نشأة الشيعة و ماهيتها :
إذا قلنا شيعة فلان كان القصد من ذلك أعوانه و أنصاره فالشيعة يطلقون على أنصار علي بن أبي طالب بعد وفاة الخليفة الثالث عثمان بن عفان و مهما كان الأمر فالشيعة يرون أن التشيع عقيدة دينية خالصة و هناك آخرون يرون أن التشيع فكرة سياسية خالصة و هناك أيضا من يرى أن التشيع وجدان عاطفي خالص ، فأما الذين يذهبون إلى أن التشيع عقيدة دينية فحجتهم الحديث الشريف حين انصرف النبي من حجة الوداع في غدير خم و قال " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه " و رأى الشيعة في ذلك وصية لعلي بأن يكون أميرا للمؤمنين و إماما للمسلمين و على ذلك تكون إمامة علي للمسلمين في نظر الشيعة إمامة حتمية يفرضها الدين و تحتمها العقيدة و من هنا ذهب أكثر الشيعة إلى أن خلافة أبي بكر و عمر و عثمان كلها باطلة بل من الشيعة الغالية من كفّر الثلاثة الكرام .
أما من تشيع لعلي عن فكر سياسي فيتثل في إجماع الفرس حتى اليوم على التشيع لآل علي و المنطق في ذلك أن الفرس يعتقدون بانهم أنسباء الحسين لأنه تزوج من "شهربانو" أو "سلافة" ابنة يزدجر بعد أن وقعت أسيرة و لقد أنجبت سلافة علي زين العابدين ، إذن فهم أخواله . فتشيعهم لا يمكن أن يقال أنه عقيدة دينية خالصة بل هو أقرب إلى تشيع العصبية . و تشيع العصبية يساوي تشيع السياسة .
و الذين يرون أن التشيع فكرة وجدانية عاطفية ليس لها علاقة بالعقيدة الدينية و ما واكب ذلك من اشتراعات دينية محددة ، يقولون إن آل بيت الرسول ينبغي حبهم و تكريمهم و التعلق بهم لأنهم أهله و عترته و أحبابه ، فإذا ما نظرنا إلى ما حلّ بآل البيت من تعذيب و تشريد و تقتيل كان من الطبيعي أن يتعلق بهم حبا و شفقة . هذه المحن اللتي حلت بآل البيت قد جعلت كثير من المسلمين يتشيعون لهم و يتعصبون تشيع عاطفة و تعصب حب ، لا تشيع عقيدة دينية خالصة ترتكز على أصول عقائدية معينة .
أشهر الفرق الشيعية :
كانت الفرق الشيعية كثيرة الأسماء متعددة الاتجاهات اختلفت مذاهبها فبعضها التزم جانب القصد و الاعتدال و بعضها جنح إللا الغلو و الضلال . لقد ذكرت كتب التاريخ بعض الفرق الشيعيى التي بادت و اختفت منها (السبئية) التي كانت تنادي بألوهية علي و كان رأس هذه الفرقة اليهودي عبد الله بن سبأ و منها (الكيسيانية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن علي بن أبي طالب المشهو باسم محمد بن الحنفية نسبة إلى أمة التي كانت من بني حنيفة ، و تنتسب هذه الفرقة إلى كيسان مولى علي بن أبي طالب و كانت هذه الفرقة تعتقد أن محمد بن الحنفية حي لم يمت بل يعيش في جبل "رضوي" و عنده عين من ماء وعين من عسل !
و سبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيّب لا يرى فيهم زمانا برضوى عنده عسلو ماء
و من هذه الفرق الغالية فرقة (المغيرية) التي كانت تعتقد في إمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعرف بمحمد النفس الزكيّة و نحن لا نكاد نرى بين هذه الفرق الشيعية التي انقرضت غرقة واحدة معتدلة إلا (التوابون) من التوبة لشعورهم بالذنب و إحساسهم بالندم لأنهم الذين وجهوا الدعوة إلى الحسين بن علي لكي يلحق بهم في العراق و قد بايعوه بإمارة المؤمنين ثم لم يلبثوا أن انفضوا عنه حتى لقي ربه شهيدا على النحو المحزن المعروف .
كل هذه الفرق كانت غالية و بعيده كل البعد عن الاعتدال بل منها من كان قائما لإشعال الفتنة مثل السبئية التي كان قائدها اليهودي عبد الله بن سبأ فهذه من الحق و الإنصاف ألا نعتبرها من الشيعة أصلا . المهم أنه إذا أطلق لفظ الشيعة الآن فإنه لا يقصد به تلك الطوائف بل يقصد به غالبا الشيعة الإماميّة و هي المنتشرة في زماننا هذا و تلك الفرقة هي موضوعنا القادم إن أحيانا الله و سنتحدث عن بعض مواطن الخلاف بينهم وبين أهل السنة والجماعة و إلى اللقاء في حلقة قادمة و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .
Thursday, February 19, 2009
آل البيت , الثاني
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
وفقك الله وهداك إلي ما فيه الخير and go on
ReplyDeleteGreat posting, my friend, great!
ReplyDeleteCongratulations!!!
Have a nice weekend.