Wednesday, October 6, 2010

اليوم التاسع : خطرت خاطرة


القرآن سوره و آياته كثيرة ، لكن هناك من الآيات ما نسمعه أو نقرؤه فيسكن قلوبنا ، لا أدري ، ربما تتنقل و تختلف الآيات من شخص لثان و ثالث و رابع . بالطبع يجب أن نتأثر بجميع آيات القرأن فكل آية في القرآن بها موعظة أو تذكرة أو تشريع أو فكرة أو أمر أو نهي - علمناه أم جهلناه - . و لكن هذا لا يمنع أن نحب صورا مخصوصة أو تؤثر فينا آيات مخصوصة أيضا فنحن نعلم قصة الصاحبي الذي كان يحب صورة الصمد . و هناك آيات تؤثر فينا تبعاً لموقفنا ، فعندما نشعر بالضعف تؤثر فينا آيات معينة ، و عندما نشعر بالخوف تؤثر فينا آيات معينة ، و عندما نشعر بالظلم تؤثر فينا آيات معينة ، و عندما نشعر بالوحدة تؤثر فينا آيات معينة ، و عندما نشعر بالغربة تؤثر فينا آيات معينة . و عندما نشعر بالحاجة تؤثر فينا آيات معينة . إن ما كان ما كان يقرأه أستاذي الشهيد سيد قطب في زنزانته ليس هو القرآن ذاته الذي نقرأه في بيوتنا و مساجدنا في هواء المكيفات .

لكن هناك آيات تؤثر فينا على الدوام ، أذكر منها هنا نوعية آيات تؤثر في بشكل غريب ، الآيات التقريرية تؤثر في بشكل ألحظة . بالذات إذا كانت تقريرية بالثواب لفشة معينة .

فعندما أسمع قوله تعالى " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " [الفتح] يصيبني شعور غريب ، شعور بالحزن بأن الله قرر أنه رضي عن مجموعة من البشر كانوا جالسين مع الرسول ، بينما أنا لا أملك علامة أو إشارة تشير لي حتى بأي جزء من هذا الثواب . يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً .

و عندما أستمع لقول الله " لقد تاب الله على النبي و المهاجرين و الأنصار الذين اتبّعوه في ساعة العُسرة " [التوبة] يصيبني الشعور مجدداً ، فالله تاب عليهم و أنا لا أدري متى أتوب أو متى يتوب الله عليّ ، فهم ملكوا شهادة من الله تتلى ليوم البعث و أنا لا أملك شيء ، أي شيء . فأنا مسكين من المساكين ، أي و ربي مسكين .

و عندما أقرأ " عفا الله عنك لمَ أذِنْتَ لهم حتى يتبيّن لك الذين صدقوا و تعلم الكاذبين " [التوبة] فأنا أريده أن يعفو عني و لكني لا أملك سابق علامة أو دليل ، فانا لا أملك إلا الدعاء ، عساه أن يعفو ، عساه أن يرضى ، فلك العتبى حتى ترضى .

-

شعور آخر يصيبني كثيراً و هو أني أفتقد رسول الله ، خصوصا عندما أتلو قوله تعالى " و اعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتّم " [الحجرات] فأنظر يمنة و يسره ، أنظر حولي لعلي ....... ، أتذكر حال أي صحابي عندما يشكل عليه أمر من أمور الدنيا أو الدين ، أو يصيبه الهم الذي يصيب البشر و يصيبنا جميعاً ، فيذهب للنبي و يخبره بأمره ، يسأله فتكون الإجابة شافية كافية و افية ، فيحصل على الجواب الكافي لمن بحث عن الدواء الشافي ، أما أنا فأنا لا أملك قولاً فصلاً ، أما أنا فأحصل على إجابات ظنية ، أتيقن حينا و أشك أحياناً فالشك جزء من حياتنا ، إذا أردت أن تنظر لصورة من صور الشك فاقرأ رواية عزازيل ليوسف زيدان و انظر للراهب هيبا و ما فعله به الشك بل إنه لم يجد إجابة كافية و لكن انخراطه في حياة الرهبة أنسته شكوكه و هو حال الكثير و هو أيذا أعتقد أن يوسف زيدان أراد أن يوصل من خلاله رسالة أخرى بجانب القصة الأساسية و الموضوع الأساسي للرواية ، أعلم أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - معنا جميعا بأحاديثة النبوية الشريفة التي تسكن قلوبنا قبل كتب الحديث . و لكني ما ألبث أن أنظر يمنة و يسره باحثاً لعلي أراه و لو حتى في المنام فأحتضنه و أقبله و أبكي بين يديه .

يا ربي يا خير مجيب / أنت من الوجدان قريب
اجمعني برسول الله / فهو لهذا القلب طبيب

مع كل تلك المشاعر ، فأنا متيقن أن رحمته أوسع لي ، فهو أرحم بنا من أمهاتنا .

No comments:

Post a Comment