Sunday, October 31, 2010

اليوم السابع و العشرون : أبي و أمي

إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد . إلى التضحية بكل شيء حتى بالذات . و كما تمتص النابتة الخضراء كل غذاء في الحبة فإذا هي فتات ، و يمتص الفرخ كل غذاء في البيضة فإذا هي قشر ، كذلك يمتص الأولاد كل رحيق و كل عافية و كل جهد و كل اهتمام من الوالدين فإذا بهما شيخوخة فانية - إن أمهلهما الأجل - و هما مع ذلك سعيدان !

فأما الأولاد فسرعان ما ينسون ذلك كله ، و يندفعون بدورهم إلى الأمام . إلى الزوجات و الذرية .. و هكذا تندفع الحياة .

و من ثم لا يحتاج الآباء إلى توصية بالأبناء . إنما يحتاج هؤلاء إلى استجاشة و جدانهم بقوة ليذكروا واجب الجيل الذي أنفق رحيقه كله حتى أدركه الجفاف !

و هنا يجيء الأمر بالإحسان إلى الوالدين في صورة قضاء من الله يحمل معنى الأمر المؤكد ، بعد الأمر المؤكد بعبادة الله
" وَ قَضَى رَبّكَ ألا تّعْبُدُوا إلا إيّاهُ وَ بِالوَالِدَيْن إحْسَاناً "

[ في ظلال القرآن - سيد قطب ]

أبي ، أمي .. أعتذر عن كل شيء .. بشدة

-

فيلم يوناني قصير مترجم بالإنجليزية
من إنتاج عام 2007
بعنوان : ما هذا ؟ ( what is that ? )


No comments:

Post a Comment