Thursday, October 7, 2010

اليوم العاشر : البلطجة في جامعة المنصورة




انتشرت مؤخراً صور لمجموعة من البلطجية يتنزهون في طرقات جامعة المنصورة حاملين عصا الأمن المركزي ، مرتديين زي مدني ، و هو أمر غريب لكنه للأسف أصبح طبيعي جداً ، فالأمن له جنود مجندة ، كجنود الجيش المجندة تماماً بل ربما أكثر ولاءً حرصا على المبلغ المالي الموعود أو ربما بعض المتع الجسدية التي لا يعلمها إلا معطيها و مستقبلها ، عموماً البلطجة لها مشكلة وحيدة لو تم حلها لانتهت أزماتنا ، مشكلة البلطجة إنها فوق ، فوق كل شيء ، فوق القانون ، فوق العقل ، فوق المنطق ، فوق العاطفة ، فوق الرحمة .

مشكلتها الكبرى أنها فوق القانون ، فلا تستطيع أخذ حقط بالقانون ، و بالتالي لن تأخذه إلا بأسلوب بطلجي أو بالعنف أو بالقوة . هذه هي مشكلة البلطجة الوحيدة .

البلطجة هي التي زجت بالمهندس خيرت الشاطر في غيابت السجن ، البلطجة هي التي أقالت إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير جريدة الدستور ، البلطجة هي التي منعت الدكتور علاء الأسواني من الكتابة في جريدة الشروق ، البلطجة هي التي تمنع طلاب الإخوان المسلمين من ممارسة أي نشاط في الجامعة ، البلطجة هي التي تطلق على الإخوان " المحظورة " و لكنها محظورة في جرائدهم الحكومية فقط ، البلطجة هي التي تجعل مخبري أمن الدولة يدخلون البيوت في منتصف الليالي ضاربين بالعرف و الأدب عرض الحائط ليأخذوا الرجل من فراش نومه ، إن أكبر خطر للبلطجة هو أنه جعل الخوف هو الشعور السائد عند ذكر الحكومة أو الرئيس فمنعنا من فعل الحق أو قول الحق أو الحتى مجرد التفكير في أن التغيير هو الحق و أن حكومتنا هي الباطل . البلطجة لا تجدي معها الحكمة أو الموعظة الحسنة .

المشكلة أنهم لو كانوا يتنزهون في "حديقة الأزهر" لكانوا ربما يسيرون بطريقة أقل تفاخرا من تلك ، حكومة واطية .

-

غدا بإذن الله تدوينه مميزة ، صور لها دلالات و إسقاطات في نفسي . ليست صورا شخصية بل صور دلالية ، كصورة الأهرام التعبيرية للرئيس الموقّر ، ألقالكم على خير .

3 comments:

  1. فى ظل وجود انظمة استبدادية كنظام الأخ مبارك يصبح امان المواطن العادى وحياتة بلا اهمية ولا قيمة وينعدم الأمان
    ويرجع ذلك الى انشغال الاجهزة الامنية التابعة لمثل هذة الانظمة لامن النظام القائم على حساب أى شئ حتى ولو أرواح المواطنين
    لم اكن اتخيل ان الامور قد وصلت الى هذة الدرجة من الخطورة فمن السهل جدا الان فى الجامعة أو فى الشارع المصرى ان تتعرض للضرب والبلطجة او تفقد حياتك لمجرد رغبتك فى الحصول على حقك , هناك انفلات وتفكك اجتماعى
    دعونا من مقولة أن مصر هى بلد الامن والامان فلا وجود لمثل هذا المعنى على ارض الواقع فمصر الان اصبحت بلد البلطجية والمجرمين الذين يمرحون فى جامعات مصر ويعرضون حياة المواطنين الامنين للخطر

    دمتم مبدعين يا بشمهندس أنس ،
    بإنتظار تدوينتك المميزة فى الغد بإذن الله

    أخوك A G A

    ReplyDelete
  2. البطلجية الان هى عنوان الاخوان

    ReplyDelete
    Replies
    1. معاك حق، وهما اللي بيحرقوا مقراتهم في المحافظات، وهما اللي حرقوا المقر الرئيسي في المقطم، وهما اللي قتلوا نفسهم عند الاتحادية.

      Delete